بوجبا

بوجبا يستحق المزيد من التقدير

الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٨ ١٢:٢٨

بول بوجبا لاعب كرة قدم يحتاج لأن يتركز الاهتمام عليه في كل شيء يفعله. والاهتمام هو شيء ما يحصل عليه، بصورة كبيرة، وفي بعض الأحيان يكون إيجابيًّا بصورة مذهلة، مثلما حدث عندما أحرز ثنائية خاطفة في ديربي مانشستر ليقلب المباراة رأسًا على عقب.

في بعض الأحيان، وبرغم ذلك، قد يكون هناك ردة فعل سلبية على ما يقوم به من جهود في ملعب كرة القدم. "الأمر يبدو تقريبًا كما لو أنه يكون مطالبًا بالقيام بشيء ما خارق للعادة لمساندة موهبته الضخمة. وعندما لا يقوم بذلك، فإنه يصبح الشخص الأكثر عرضة للنقد.

من السهل أن تفهم كيف يمكن لمسألة كونه صاحب القيمة المالية القياسية الأعلى في مانشستر يونايتد أن تسبب مثل تلك الهالة الكبرى من الانتقاد، وهي النقطة التي أشار إليها المدير الفني ليونايتد جوزيه مورينيو خلال الموسمين الماضيين. نيمار فاقه في هذه المسألة وأصبح أغلى لاعب في العالم، ولكن على الصعيد الدولي، فإن هناك تساؤلات يتم طرحها بخصول لاعب خط الوسط المبهر.

عندما تغلبت فرنسا في مباراتها الافتتاحية في كأس العالم على أستراليا، فقد جاء الهدف الأول من ركلة جزاء، والتي تم منحها في نهاية المطاف بعد العودة إلى حكم الفيديو، وقد كان لرؤية بوجبا الكروية دور كبير في الحصول على تلك الركلة. حيث مرر تمريرة رائعة إلى جريزمان وهو ما دفع اللاعب جوشوا ريزدون للقيام بهذا التدخل المتهور.

بالطبع، فقد تم منح الهدف الثاني لبوجبا وذلك عندما قام بتبادل الكرة قبل أن تغير الكرة مسارها بعد لمسها لعزيز بيهيتش. وقد تم اعتبار الهدف رسميًا هدفًا بنيران صديقة ولكن لاعب يونايتد كان صاحب الفضل فيه، حيث كان هو السبب في أن سكنت الكرة المرمى وكان من الممكن أن تسكن كرته هو الشباك بغض النظر عن تدخل المدافع ولمسه للكرة.

ذلك الهدف كان هو هدف الفوز في المباراة التي انتهت 2-1 ولكن رجال ديديه ديشامب لم يحصلوا على إشادات كبيرة.

نفس الشيء يمكن ذكره بخصوص المباراة الثانية لهم في المجموعة الثالثة، حيث انتهت المباراة بالفوز على بيرو 1-0 في فوز جديد تحقق بصورة منهجية أكثر منها إبداعية.

وبغض النظر عن أن فريق بيرو ربما يبدو فريقًا جيدًا، إلا أن منتخب فرنسا يبدو ظاهريًا أنه قام بدوره بصورة جيدة بعد أن تأهل ومازال متبقيًا له مباراة. مرة أخرى، لم يحصل بوجبا على إشادات كثيرة وذلك وفقًا لردود الأفعال الخاصة بما قدمه من أداء والتي يمكن أن تكونوا قد قرأتموها. ولكن الهدف جاء عندما تفوق بوجبا على أفضل لاعب في بيرو باولو جويرو قبل أن يمرر الكرة إلى أوليفيه جيرو. عندما تصدى حارس بيرو لتصويبة مهاجم تشيلسي، انقض كيليان إمبابي على الكرة المرتدة وأسكنها داخل الشباك.

الوضع كان مشابهًا لما قام به بوجبا عندما تغلب على موسى ديمبلي لاعب توتنهام في نصف نهائي كأس الاتحاد بمسمى الإمارات قبل أن يمرر الكرة إلى أليكسيس سانشيز والذي قابل الكرة برأسه وقد كان ذلك دليلاً إضافيًا على أنه قادر على استخلاص الكرة في أماكن متميزة من الملعب ومعاقبة الخصوم من خلال قيامه بالخيار الصائب.

لذلك، بعد مباراتين له في المونديال فقد لعب بوجبا دورًا في أهداف منتخب بلاده الثلاثة. ومع ذلك، فإنه يبدو أن هناك شعورًا سائدًا بأن بوجبا هو أحد النجوم القليلين الذين لم يُظهروا بعد ما يستحقونه من سمعة في مونديال روسيا. أية محاولات أخرى لكي يتمكن من ترك انطباع في روسيا لم تكن ممكنة بالنسبة له بعد أن جلس اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا على مقعد البدلاء دون أن يشارك خلال مباراة الثلاثاء التي انتهت بالتعادل 0-0 مع الدنمارك حيث كان كلا المنتخبين قد ضمنا التأهل بكل أريحية.

هذه المرة، من المحتمل أن يتعرض المنتخب الفرنسي بأكمله للانتقاد بعد أول تعادل سلبي له في البطولة. لو كان بوجبا قد شارك في هذه المباراة، وتم اعتباره النقطة المحورية للانتقادات لأصبح الوضع غير عادل بصورة كبيرة. ونتيجة لذلك، فقد نجا من عملية التركيز على أدائه هذه المرة ويمكنه بالفعل أن يتطلع إلى دور الـ 16.

وهذا يحدث عندما تصبح كافة الأمور أكثر جدية. وقتها إما أن تثبت نفسك أو ترحل من البطولة. فرنسا لن تهتم كثيرًا بحقيقة أنها لم تظهر بعد بالصورة الملائمة في مونديال روسيا. أو على الأقل لا يفترض عليهم أن يفعلوا. وذلك لأن رجال ديشامب الموهوبين قاموا بمهمتهم بصورة أكثر فعالية في مرحلة المجموعات - وهو نفس ما قام به بوجبا.

بوجبا مازال قادرًا على ترك بصمة كبيرة في روسيا.
في بعض الأحيان يشعر المحللون أنه فوضوي أو أنه مغالٍ في طريقة لعبه. عندما يؤدي بصورة أكثر تحفظًا ويكون لديه وظيفة محددة يقوم بها، مثلما يفعل في كأس العالم، فإن الناس يبدو وكأنهم يريدون المزيد. ربما، يكون لديهم الرغبة في أن يطلبوا منه أن يقوم بلعب تمريرات طويلة بعرض الملعب وأن يحاول القيام بتصويبات من مسافات بعيدة.

ربما يحدث ذلك في المراحل الإقصائية وقد يحصل في النهاية على الإشادة. قبل خمس سنوات، فاز بوجبا بجائزة الكرة الذهبية في كأس العالم تحت 20 عامًا وذلك عندما فازت فرنسا على الأورجواي في النهائي. وقد قد كان ذلك شرفًا كبيرًا سبق وأن حصل عليه مارادونا وميسي وكان أول مؤشر على أنه قد يهيمن على البطولات على الصعيد العالمي. مازال هناك وقت أمامه لكي يترك انطباعًا كبيرًا في هذه البطولة، وسوف يكون ذلك بداية من نهاية الأسبوع، عقب حصوله على راحة في العاصمة الروسية يوم الثلاثاء من أجل إعادة شحن بطارياته.
الآراء الموجودة في هذه المقالة شخصية وتخص المؤلف ولا تعبر بالضرورة عن آراء مانشستر يونايتد.