X

الأبطال! فرنسا تتوج بكأس العالم وبوجبا يهز الشباك

بوجبا قام بما يمكن أن يقول عدد قليل للغاية من اللاعبين أنهم قاموا به خلال مسيرتهم الكروية - حيث أحرز هدفًا في نهائي المونديال وحمل كأس العالم!

لاعب خط وسط يونايتد أحرز الهدف الثالث لصالح فرنسا في الشوط الثاني من المباراة التي انتهت بفوز كبير بنتيجة 4-2 على حساب كرواتيا في نهائي المونديال الذي أقيم يوم الأحد في موسكو، وذلك بعد متابعته للكرة التي ارتدت من تصويبته الأولى حيث أطلق تصويبة من على حدود منطقة الجزاء سكنت شباك حارس مرمى كرواتيا دانييلسوباسكارونيتش.

وقد كان هذا هو الهدف الأول للاعبنا الدولي صاحب القميص رقم 6 حيث جاء أول أهدافه في المناسبة الأكبر على الإطلاق. بول أصبح أول لاعب في يونايتد يهز الشباك في نهائي كأس العالم وأول لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز يهز الشباك في هذه المناسبة الكبرى منذ أن فعلها إيمانويل بيتي، وقت أن كان يلعب مع الآرسنال، وذلك في آخر مرة توجت فيها فرنسا باللقب عندما استضافت المونديال عام 1998.

وكان مهاجم المنتخب الكرواتي مانذوكيتش قد منح المنتخب الفرنسي هدف التقدم بالخطأ في مرماه خلال تعامله مع الركلة الحرة المباشرة التي نفذها أنطونيو جريزمان، ولكن إيفان بيريسيتش عادل النتيجة بهدف رائع لكرواتيا بعد مرور 10 دقائق على هدف التقدم. ومع ذلك، فقد استعاد جريزمان التقدم للمنتخب الفرنسي قبل نهاية الشوط الأول بست دقائق من ركلة جزاء، وذلك بعد أن حصل الحكم الأرجنتيني الذي أدار المباراة نيستور بيتانا على نصيحة بفضل خاصية الحكم المساعد بالفيديو بأن يعيد النظر في لمسة اليد التي قام بها بيريستش داخل منطقة الجزاء.

بوجبا أحرز الآن أهدافًا في ثلاث بطولات دولية كبرى لفرنسا بعد أن كان قد هز الشباك في كأس العالم 2014 وأمم أوروبا 2016.

مساهمة بوجبا الرائعة في الدقيقة 59 فتحت الطريق على مصراعيه أمام المنتخب الفرنسي نحو اللقب وبعد ذلك أضاف لاعب باريس سان جيرمان، البالغ من العمر 19 عامًا كيليان مبابي، والذي مُنح بعد ذلك جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة، الهدف الرابع من كرة ملعوبة. حارس مرمى فرنسا، الذي يلعب ضمن صفوف توتنهام هوتسبير هوجو لوريس منح المنتخب الكرواتي بصيصًا من الأمل بعد ارتكابه خطأ قاتل سمح لمانذوكيتش بإحراز هدف تقليص الفارق في الدقيقة 69، ولكن رجال زالاتكو داليتش لم يتمكنوا من تعويض تأخرهم في نهائي المونديال.

بوجبا الذي يعتبر أحد أبرز نجوم مونديال روسيا 2018، قدم أداءً رائعًا وذكيًا آخر في وسط الملعب حيث ساعد المنتخب الفرنسي على الفوز باللقب الأهم في كرة القدم، وذلك بعد مباراة نهائية مثيرة ورائعة لهذا المحفل الكروي الرائع.

بالطبع، هذا النجاح سوف يتم الاحتفال به كذلك بواسطة مارثيال زميل بوجبا في يونايتد، والذي خرج من القائمة النهائية للمنتخب الفرنسي التي ضمت 23 لاعبًا والذين شاركوا في البطولة، نتيجة للمنافسة الشرسة على الفوز بأحد الأماكن في قائمة المنتخب الفرنسي بقيادة ديديه ديشامب.

بول ينضم لنادي النخبة

بوجبا أصبح بذلك اللاعب الرابع فقط في يونايتد الذي يفوز بأهم لقب في عالم كرة القدم وهو ضمن صفوف يونايتد، ويعتبر أول لاعب يحقق هذا الإنجاز منذ 52 عامًا، بعد سير بوبي تشارلتون، نوبي ستايلز وجون كونيلي الذين فازوا باللقب مع المنتخب الإنجليزي عام 1966.

في سن الخامسة والعشرين، دخل بوجبا كتب التاريخ بوصفه ثاني أصغر لاعب في يونايتد يفوز بكأس العالم، بعد ستايلز الذي كان يبلغ من العمر 24 عامًا وذلك عندما فاز المنتخب الإنجليزي بالبطولة، بينما كان كل من تشارلتون وكونيلي يبلغان من العمر 28 عامًا في ذلك التوقيت.

خوان ماتا كان ضمن صفوف المنتخب الإسباني الذي فاز بكأس العالم عام 2010، وفي الوقت الذي لامست فيه أيدي العديد من لاعبي يونايتد السابقين كأس العالم وقت أن كانوا يلعبون فيه لأندية أخرى - وهم فابيان بارتيز، لوران بلان، كليبرسون، جيرارد بيكيه وأحدثهم باستيان شفاينشتايجر مع ألمانيا عام 2014.

ومن قبيل المصادفة فقد فاز بوجبا بكأس العالم في نفس الملعب - ملعب لوجنيكي في العاصمة الروسية - الذي شهد فوز يونايتد بدوري أبطال أوروبا عام 2008، في واحدة من الليالي المثيرة في تاريخ النادي الرائع.

12 لاعبًا من يونايتد تألقوا في البطولة أثناء تمثيلهم لمنتخبات بلدانهم في المونديال وكان بوجبا آخر المشاركين في البطولة، وذلك بعد أن خسر رباعي يونايتد في المنتخب الإنجليزي راشفورد، يونج، لينجارد وجونز وكذلك ثنائي بلجيكا لوكاكو وفيلايني مباراتي نصف نهائي المونديال.

هذا هو الإنجاز الدولي الثاني لبوجبا على الصعيد الدولي، وذلك بعد أن كان قد قاد المنتخب الفرنسي تحت 20 سنة للفوز بكأس العالم عام 2013 وفاز بجائزة أفضل لاعب في البطولة، وذلك بعد تقديمه العديد من العروض التي لفتت الأنظار.

بوجبا أثبت أنه رجل المناسبات الكبرى

هذه بطولة تاريخية للاعبنا المتخرج من أكاديمية النادي، والذي أظهر مرة أخرى أنه قادر على التعامل مع الضغوط والتوقعات المنتظرة منه في البطولات الكبرى - وذلك بعد أن سبق له أن فاز بجائزة أفضل لاعب شاب خلال مونديال 2014 كما تألق في يورو 2014.

بول تحدث بكل صراحة وأمانة قبيل المباراة النهائية يوم الأحد، وأقر أن فرنسا ارتكبت خطأ قبل عامين بعد أن قللت من أهمية الموقف قبل الخسارة أمام البرتغال في المباراة النهائية.

أداؤه في مباراة الأحد أوضح مدى حرصه على تلافي الأخطاء التي أدت إلى الهزيمة في البطوبة الأوروبية، حيث كان أحد أكثر اللاعبين المؤثرين في المباراة النهائية - وهو نفس المستوى الذي ظهر به طوال البطولة.

بوجبا لفت الأنظار في الهجوم والدفاع أمام كرواتيا في المباراة النهائية.

بول كان أحد العناصر المؤثرة وكان قوة دفع كبيرة في خط وسط المنتخب الفرنسي بقيادة ديشامب، ولعب دورًا مؤثرًا في كافة أنحاء الملعب وقام بالعديد من التمريرات الرائعة.

وقد لعب دورًا في الأهداف الثلاثة للمنتخب الفرنسي في مرحلة المجموعات - حيث شارك في صناعة ركلة الجزاء التي نفذها جريزمان بنجاح وذلك قبل أن يتسبب في هدف الفوز في اللحظات الأخيرة من المباراة الافتتاحية التي انتهت بالفوز 2-1 على أستراليا.

خلال المباراة الثانية في مرحلة المجموعات أمام بيرو، كان بوجبا صاحب الدور الأساسي في الهدف الوحيد في المباراة، حيث استعاد الكرة في خط الوسط قبل أن يلعب تمريرة مكنت جيرو من التمرير إلى مبابي لكي يحرز هدفًا ويمنح فرنسا الفوز بنتيجة 1-0.

بوجبا لم يغب سوى عن مباراة واحدة طوال البطولة مع فرنسا، وذلك عندما تمت إراحته خلال المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي مع الدنمارك في ختام مباريات مرحلة المجموعات وذلك بعد أن كانت فرنسا قد حسمت التأهل إلى دور الستة عشر بالفعل. 

قبل انطلاق كأس العالم كنا قد أجرينا استفتاء على موقع ManUtd.com ووجهنا السؤال للمشجعين بخصوص اللاعب الذي سيكون له التأثير الأكبر في البطولة من يونايتد. 16% من الأصوات كانت من نصيب بوجبا وقد ثبت أن من صوتوا له كانوا على حق حيث تمكن لاعب يوفنتوس السابق من مواصلة الطريق حتى النهاية في واحدة من أفضل بطولات كأس العالم على مدار سنوات.

بعد أن تنتهي الاحتفالات، سوف يستمتع بوجبا بعطلة مستحقة تمامًا لكي يعيد شحن بطارياته قبيل موسم آخر طويل له مع يونايتد، حيث إنه لم يعد متبقيًا على أول مباراة ليونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2018/19 سوى أقل من شهر.

بوجبا لم يستطع إخفاء سعادته بتتويج فرنسا بلقب كأس العالم.

بول واحد من أفضل أيقونات فرنسا

مدافع يونايتد السابق ريو فيرديناند، والذي يمتلك قدرًا كبيرًا من الخبرة الدولية بوصفه قائد سابق للمنتخب الإنجليزي، أشاد بشدة بالطريقة التي لعب بها بوجبا مع فرنسا في هذا المحفل الكبير.

“بوجبا تألق بشدة، لاسيما في الشوط الثاني عندما زادت الضغوط وكان مطالبًا بتحمل المسؤولية،” ريو مصرحًا إلى بي بي سي سبورت. “لقد تم دفع مقابل مالي كبير لضمه ومر بموسم صعب الموسم الماضي، وذلك بما يتعلق بعلاقته بوسائل الإعلام والمهتمين باللعبة. في كأس العالم، تحلى بوجبا بالمسؤولية، وكان على قدر المسؤولية في الاختبارات الصعبة في خط الوسط وكان واحدًا من اللاعبين المميزين في فريقه. أعتقد أن هذه فرصة رائعة لهذا الفريق لكي ينطلق ويفوز بالمزيد الآن.

بالنسبة لهدف بوجبا الرائع، علق فيرديناند على تمريرته لمبابي في الإعداد للهدف حيث قال: ”لقد كان موقفًا مثيرًا! قوة التمرير ولعبها بهذه الطريقة مهارة يصعب تنفيذها. ولكنه لم يكتف بالتمريرة فقط، حيث تمكن من تعديل وضعه وفي النهاية سدد الكرة بطريقة جميلة في الشباك.“