سفيان.. قلب الأسد

انضم أمرابط إلى مانشستر يونايتد في آخر أيام الميركاتو الصيفي 2023، في صفقة لقيت ترحيبًا حافلًا من جميع جماهير الشياطين الحمر حول العالم، والمحفز الأكبر لذلك هو ما قام به اللاعب على مدار السنوات الأخيرة في مسيرته، باعتباره القطعة المفقودة حاليًا في كتيبة إريك تن هاج.

الروح العالية، القتالية حتى اللحظة الأخيرة، عدم الخوف من الخصم أيًا كان اسمه، جميعها سمات امتلكها أمرابط على مدار مسيرته، ولكن ربما كأس العالم في قطر 2022 كانت البرهان على أن لاعب فيورنتينا السابق ليس لاعبًا عاديًا، بل إنه "مقاتل حقيقي".

اللعب رغم الإصابة

تعرض أمرابط خلال مشاركته مع المغرب في دور المجموعات من كأس العالم للإصابة، وأصبحت مشاركته في مباراة إسبانيا التاريخية في دور الـ 16 محل شكوك بسبب ذلك.

يُدرك اللاعب ما يمثله لأسود الأطلس وأن غيابه كان ليكون ضربة قوية لكتيبة وليد الركراكي، ومن جهة أخرى فلا يريد أن يفوّت فرصة اللعب في هذا المحفل وهذه المباراة الخاصة للغاية بالنسبة له شخصيًا ولبلاده.

بسبب ذلك، تقبل أمرابط جدول علاج طبيعي مرهق جدًا، وتناول المسكنات حتى يصبح جاهزًا للمشاركة مباراة لا روخا.

حقق المنتخب المغربي الفوز بركلات الترجيح على كتيبة لويس إنريكي آنذاك، وبلغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، وكالعادة لعب أمرابط، ورغم إصابته الصعبة في الظهر، دورًا كبيرًا في هذا الإنجاز الخالد.

بعد المباراة، كشف صاحب الـ 27 عامًا عن معاناته وتحمله للآلام في سبيل التواجد بالمباراة قائلًا "سهرت بالأمس حتى الثالثة صباحًا مع أخصائي العلاج الطبيعي، واليوم لعبت بعد الحصول على حقن مسكنة، لم أكن قادرا على ترك زملائي وبلادي اليوم، أنا حقًا سعيد وفخور".

الثأر الواجب

لم تكن مباراة إسبانيا كأي مباراة بالنسبة لأمرابط، ليس فقط بسبب قيمتها التاريخية لبلاده، بل لبعد آخر شخصي، إنه "الثأر" لشقيقه الأكبر نور الدين.

كان نور الدين ضلعًا هامًا في كتيبة المدرب هيرفي رينارد التي شاركت في كأس العالم 2018 بروسيا، والتي تواجدت في مجموعة واحدة رفقة منتخب إسبانيا، والتقت بلا روخا في المباراة التي انتهت آنذاك بالتعادل 2-2 وودع على إثرها المغرب المسابقة من المجموعات.

بالنسبة لسفيان، كانت مواجهة إسبانيا مرة أخرى في 2022 خاصة للغاية لهذا السبب، ببساطة أراد الانتقام لبلده ولشقيقه من توديع مونديال روسيا مبكرًا على الرغم من الأداء الذي لقيّ استحسانًا من الجميع حول العالم.

ربما ذلك يفسر الإصرار الشديد منه على المشاركة في مباراة دور الـ 16 مهما كانت الظروف، والأهم أنه يبلور لماذا أن سفيان أمرابط هو "قلب الأسد" الحقيقي.