كما قال تن هاج.. لنفخر بيونايتد 2023
أُسدل الستار على موسم 2022-2023 الطويل للغاية لمانشستر يونايتد، والذي خاضت فيه كتيبة المدرب إريك تن هاج 62 مباراة في 4 بطولات مختلفة، واستطاعت الظفر بلقب كأس كاراباو ووصافة كأس الاتحاد الإنجليزي.
لا شك أن الإحباط تملك مشجعي يونايتد بعد الهزيمة في نهائي ويمبلي أمام مانشستر سيتي 2-1، لا سيما وأن الفريق قدم مباراة مميزة، غير أن الحظ العاثر والتألق الاستثنائي لإلكاي جوندوجان منح الجار اللقب في نهاية المطاف.
كان الجميع يصبو إلى نهاية أفضل وأكثر مثالية للموسم، فثنائية محلية من شأنها أن تكون أساسًا مميزًا لموسم الحصاد المتوقع في 2023-2024، لكن هنا يظهر تساؤل هام، هل ما حققه الشياطين الحمر هذا الموسم ليس كافيًا؟
موسم رائع بلغة الأرقام
عند حديثه بعد نهاية مباراة سيتي، أكد تن هاج مرارًا وتكرارًا على أن الموسم كان رائعًا رغم الهزيمة، وهي حقيقة يمكن للأرقام أن تؤكدها.
حقق مانشستر يونايتد 42 انتصارًا في 62 مباراة هذا الموسم، وتعادل في 8 مباريات، مع تكبد الخسارة 11 مرة، 9 منها محليًا و2 فقط على الصعيد الأوروبي.
لا يوجد فريق فاز بعدد مباريات هذا الموسم أكثر من يونايتد، سوى حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، مانشستر سيتي.
بنظرة أكثر تفحصًا، نجد أن الأداء الدفاعي ليونايتد تحسن كثيرًا، حيث تلقت شباكه 69 هدفًا فقط، وفاز دافيد دي خيا بجائزة القفاز الذهبي للدوري الإنجليزي كالأكثر حفاظًا على نظافة شباكه في 17 مباراة.
على الصعيد الهجومي ورغم الانتقادات التي تعرض لها الفريق أكثر من مرة، لكنه تجاوز حاجز الـ 100 هدف، وأحرز لاعبو الشياطين 115 هدفًا في كل البطولات.
ليس الأرقام الجماعية فقط، بل أيضًا الأرقام الفردية مميزة للغاية، إذ عاش ماركوس راشفورد موسمه الأفضل على الإطلاق بتسجيله 30 هدفًا، ولم يتوان برونو فيرنانديز عن التألق هو الآخر بتسجيله 14 هدفًا وصناعة 15 آخرين.
تطور ملحوظ في مستويات اللاعبين
عند ترك لغة الأرقام والنظر إلى أرض الواقع، نجد أن العديد من لاعبي مانشستر يونايتد قد تطورت مستوياتهم على شتى الأصعدة، حتى بات من كان مهددًا بالرحيل في الصيف الماضي، ضلعًا أساسيًا في كتيبة المدرب تن هاج هذا الموسم.
نجح آرون وان-بيساكا في تقديم نفسه والمنافسة مع ديوجو دالوت بالجبهة اليُمنى، حدث تحسن ملحوظ في مستويات فيكتور ليندلوف أيضًا، ولا يجب الإغفال أيضًا عما قدمه فريد تحديدًا هذا الموسم وكيف أصبح أهم لاعبي وسط الملعب في الدوري الإنجليزي.
يُضاف إلى ما سبق حقيقة أن يونايتد نجح في استخدام أكاديميته، فخريج مثل أليخاندرو جارناتشو وكيف صار أحد أهم المواهب في العالم، يؤكد أن الأمر ليس صدفة، بل نتاج عمل وتخطيط مميز من الإدارة وتن هاج.
حصن أولد ترافورد
ضمن الإنجازات التي ربما لا تأخذ حقها من الناحية الإعلامية، كيف نجح يونايتد هذا الموسم في تحويل أولد ترافورد إلى حصن منيع بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
فازت كتيبة تن هاج هذا الموسم في 27 مباراة على مسرح الأحلام، لتعادل الرقم التاريخي لكتيبة السير أليكس فيرجسون في موسم 2002-2003.
لندرك قيمة هذا الإنجاز، لم يُهزم يونايتد في أولد ترافورد تحديدًا من الجولة الأولى في أغسطس (عند الخسارة من برايتون) وحتى الجولة الأخيرة في مايو، بل وفاز في 15 مباراة من أصل 18!
تحقيق الأهداف
بالنظر إلى كيف كانت حالة يونايتد في الموسم الماضي، وما قاله تن هاج نفسه عند توليه المسؤولية عن أهداف هذا الموسم، فيبدو جليًا أن الفريق نجح في تحقيق أهدافه بنجاح لموسم 2022-2023.
لم يكن من المنتظر أن ينافس يونايتد على الدوري الإنجليزي، بل كانت الخطة واضحة بأن يتدرج مستوى الفريق ويتطور شيئًا فشيئًا لهذا الموسم، استعدادًا لموسم حصاد كبير في الموسم المقبل بعدما يدرك تن هاج كل مواطن القوة والضعف، ويعمل على تقوية الفريق في الصيف التالي.
هذا تمامًا ما حدث، عاد يونايتد إلى دوري أبطال أوروبا من خلال تحقيق المركز الثالث، وهو إنجاز بلا شك بالنظر إلى حجم المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما نجح في الانتصار على كل الكبار في ملعبنا، سواء سيتي أو وصيفه آرسنال أو ليفربول.
حققنا كأس كاراباو بفوز أمام منافس صعب كنيوكاسل، وكنا قاب قوسين أو أدنى من كأس الاتحاد أمام الفريق الأقوى بقارة أوروبا كما وصفه إريك تن هاج.
موسم 2022-2023 كان موسمًا جيدًا ليونايتد، ليس الأفضل ولكنه بلا شك موسم مميز حُققت فيه الأهداف الموضوعة وبقليل من التوفيق كانت لتزيد عما حُدد قبل انطلاقه.
في حديثه عبّر تن هاج عن فخره بفريقه وما فعله على مدار الموسم، والحقيقة أن على جميع جماهير يونايتد أن تحذو حذو الهولندي، وأن تفخر بما قدمّه يونايتد من إدارة ولاعبين وطاقم فني في 2022-2023، وأن تتطلع لموسم مقبل أكثر نجاحًا وإشراقًا.