بيكهام

بيكهام عدو الشعب الأول!

الخميس ١٢ أكتوبر ٢٠٢٣ ١٨:٢٥

الأيقونة، أسطورة مانشستر يونايتد، قائد المنتخب الإنجليزي، أحد رموز كرة القدم في بداية القرن الحالي، النجم، عارض الأزياء، الممثل، المنتج، أحد مؤسسي نادي إنتر ميامي، والعديد من الألقاب والأوصاف التي يمكن أن نسردها حتى آخر المقال عن صاحب القدم الذهبية ديفيد بيكهام. لكن قد لا يعرف عدد كبير من مشجعي كرة القدم عامة ومانشستر يونايتد خاصة أنه في يوم من الأيام كان ديفيد هو عدو الشعب رقم واحد في إنجلترا - لكن لماذا؟

في الوثائقي الخاص "بيكهام" استرجع بيكهام مسيرته الكروية عبر أربع حلقات من البداية وحتى اعتزاله. الوثائقي ممتع ورائع ويجلب الكثير من الذكريات الجميلة للمشجعين القدامى ويعرف المشجعين الأحداث سنًا بأحداث لم يعاصروها. 

فيما يلي نستعرض معكم جزء من هذا الوثائقي نستعرض معكم كيف تحول فيه بيكهام من نجم الجماهير الأول الذي يتلقى رسائل بالآلاف وورود وهدايا عاطفية إلى عدو الشعب الأول الذي يتلقى رسائل بالتهديد وطلقات نارية!

قبل كأس العالم 1998 في فرنسا، كان بيكهام هو أحد أبرز نجوم منتخب إنجلترا بقيادة المدرب جلين هودل، كان بيكهام في حينها شاب واعد يبلغ من العمر 23 عامًا وقدم مستويات رائعة مع فريق يونايتد بقيادة المدرب الذي كان بمثابة الأب له وهو السير أليكس فيرجسون. 

وبينما كان ديفيد يقود منتخب إنجلترا نحو الأدوار الإقصائية بعدما سجل هدف تأمين الفوز أمام كولومبيا بطريقته المميزة من ركلة حرة بطريقة رائعة، جعلت الجماهير ووسائل الإعلام تتغنى به، ويضرب موعدًا لمنتخب بلاده مع منتخب الأرجنتين في مواجهة تحمل العديد من الحساسيات التاريخية والسياسية بين البلدين.

بيكهام: "سوف أظل دومًا مشجعًا ليونايتد"

 مقالة

يتحدث الجميع عن ديفيد بيكهام بعد إصدار الوثائقي الجديد عن مسيرته هذا الأسبوع عبر منصة نتفليكس

كان اللقاء الذي جمع الفريقين في دور الـ 16 من المسابقة حماسيًا ومشتعلًا وفي تدخل بين بيكهام ودييجو سيمويني لاعب الأرجنتين ومدرب أتلتيكو مدريد حاليًا، قام ديفيد بضرب دييجو دون كرة أمام الحكم وعلى الرغم من أن التدخل لم يكن قويًا إلا أن الحكم أشهر البطاقة الحمراء في وجه بيكهام ليصدم الشعب الإنجليزي بأكمله.

في الوثائقي كان الطرف الثاني في الحادثة حاضرًا حيث أعترف أنه تحايل على الحكم وقال نصًا: "من الواضح أنني كنت أمثل وأن الكرة لم تكن تستحق الطرد على الإطلاق، لكن وقعت كأن بيكهام ضربني بقوة". 

بينما وصف بيكهام هذه اللحظة بأنه كان " يتمنى لو أن هناك زر يمكنه محو هذه اللحظة من حياته، شعرت بعدها بالضعف والوحدة".

بعد هذه اللحظة تحولت حياة بيكهام من النجم الواعد وأمل منتخب انجلترا ورمز البلد الكروي الأول إلا عدو الشعب الأول خاصة بعدما حمله مدرب إنجلترا جلين هوديل الهزيمة، على الرغم من أن اللقاء انتهى بخسارة منتخب الأسود الثلاثة بركلات الترجيح وليس في وقت اللقاء الأصلي.

ويمكنكم معرفة ذلك من رد الفعل عقب وصوله لمطار هيثرو بعد العودة من فرنسا وسط حراسة الشرطة وتخصيص صالة خاصة ليستقبله والديه ويحكي بيكهام أنه كان هناك أحد مصوري المشاهير الذي قال له وهو يلتقط له الصور "ما هو شعورك حيال خذلانك لبلدك؟. أنت عار على هذه الأمة". 

أرتمى ديفيد فورًا في حضن والده ليخبره "أنه خذل الجميع". لكن والده أخبره أنه لم يخذل أحدًا وأن عليه أن يرفع رأسه.

غادر ديفيد بعدها إلى نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية ليلحق بزوجته فيكتوريا آدامز في أجازة قصيرة بينما كانا يستعدان لأستقبال مولودهما الأول وعلى أمل أن ينسى الجمهور الإنجليزي ما حدث، لكن الأستقبال أثبت عكس ذلك الصحف والمجلات كلها تقول أنه قام بتصرف طفولي ومتهور وأرعن وأنه عار على الأمه وبكل ما يمكن أن تسب به شخص وطالبت الجماهير باعتزاله وتوقعوا نهاية مسيرته الكروية. ثم ذهب الأمر لمدى أبعد عندما قام صاحب حانة بتعليق دمية متدلية على حبل مشنقة لبيكهام بقميص المنتخب الإنجليزي. 

وكل ما سبق كان مجرد البداية فقط لم يتوقف النقد عن المستوى الشعبي بل امتد للمستوى السياسي حيث أبدى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وقتها رأيه قائلًا: "أن تماسك اللاعبين أمر استثنائي، وأنه لولا طرد بيكهام، لما أوقف أحدًا المنتخب الإنجليزي". 

وكذلك تعرض للتنمر والسب في الشارع من المشجعين لدرجة أن أحد أصدقائه قال أنهم كانوا يقومون بإخفاءه في السيارة حتى لا يتعرضوا للمشكلات في الشارع. 

لم يكن بيكهام يأكل أو ينام ولا يعرف ماذا يفعل حتى جاءه هاتف من السير أليكس يسأله عن حاله فتأثر بيكهام وأخبره أنه ليس بخير، فقال له أليكس: "أذهب وأقض إجازتك، وبعد أن تعود سنعتني بك ونهتم بأمرك وكل شيء سيكون بخير". 

لطالما كان السير أليكس بمثابة الوالد لديفيد ولطالما دعمه منذ صغره وكان يجعله دومًا حول الفريق الأول منذ أن كان طفلًا وهو أمر لم يكن مسموحًا أبدًا لاى حد وحتى مع الخلاف بينهما ورحيله إلى ريال مدريد لم يتوقف بيكهام عن الحب والتقدير لهذا الرجل.

كان يونايتد هو ملجأ بيكهام وداره والحصن الذي يلجأ إليه خاصة في ظل هذا الوضع الصعب الذي لم يتوقف حتى مع عودة المباريات حيث بدأت تصله رسائل تهديد بالأذى والقتل بل حتى أن بعض الرسائل كانت تذهب إلى النادي موجهة لبيكهام وتحمل رصاصات بداخلها. 

لكن كما قال غاري نيفيل عن هذا الوضع: "لقد خلق السير أليكس حولنا جزيرة لتحميه، وتمنع دخول الغرباء وتصد آي من يحاول تعدي هذا الحاجز".

رغم كل ذلك لم يتوقف الوضع عند ذلك وفي كل مباراة خارج ملعبنا أو حتى في أولد ترافورد كانت الجماهير المنافسة تغتال بيكهام معنويًا بالهتافات والصور المسيئة وهو ما جعله يقدم أفضل ما لديه وبدأ يستعيد مستواه الجيدة ومسيرته التهديفية. لكن كل هذا لم يمنع الإساءة والتنمر الذي يتعرض له. 

حتى جاء اليوم الذي كان بداية الخلاص أو نقطة الضوء التي بعثت الأمل في داخل بيكهام، في لقاء بين يونايتد وإنتر ميلان في ربع نهائي دوري الأبطال وبعد ستة أشهر من الحادثة في فرنسا وفي مواجهة بطلها دييجو سيميوني لاعب الإنتر. 

وفي اللقاء كان بيكهام مشتت الذهن لأن فيكتوريا كانت على وش أن تضع مولودها الأول، بالإضافة لضغط مواجهة سيميوني من جديد. لم يقدم ديفيد أداءً جيدًا، لكن وعلى عكس المتوقع بدأ جمهور يونايتد في الهتاف بأسمه "ديفيد بيكهام، هناك ديفيد بيكهام واحد فقط"، ملعب أولد ترافورد تدريجيا ظل يهتف بأسمه وكانت هذه نقطة التحول لبيكهام ليعود من النفق المظلم حيث قال: "هذا هو حال أهل مانشستر يشعرونك أنك جزء منهم وأنهم سيحمونك ويدعموك".

بعدها صعد بيكهام وصنع هدفين لفريقه ليتقدم في المسابقة التي فاز بلقبها في النهاية وحقق ثلاثية تاريخية هذا الموسم، وبعد المباراة كان ديفيد محترفًا بما يكفي ليتبادل قميصه مع الرجل الذي جعله عدو الشعب الأول لكن جمهور يونايتد وعائلة مانشستر الكبيرة هي من دعمته ليعود اللاعب الذي تعرفه الجماهير. 

وثائقي بيكهام الممتع يمكنكم متابعته عبر منصة نتفليكس.

موصى به: