يونايتد

18 مايو 1997.. عندما صعق كانتونا العالم باعتزاله المفاجئ

الأربعاء ١٧ مايو ٢٠٢٣ ١٢:٣٨

18 مايو 1997، صدمة كبيرة لكل عشاق كرة القدم حول العالم عمومًا، ولمشجعي مانشستر يونايتد على وجه الخصوص، عندما أعلن إريك كانتونا اعتزاله كرة القدم بينما كان في الثلاثين من عمره فقط.

قبلها بأسبوع فقط، كان كانتونا مساهمًا رئيسيًا في تحقيق مانشستر يونايتد للقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وبمجرد إعلان الإعلام للخبر وتوافدت الجماهير على ملعب أولد ترافورد لا يمكنها أن تصدق القرار غير المتوقع على الإطلاق من النجم الفرنسي.

فاز كانتونا على الأقل بلقب في كل موسم له مع مانشستر يونايتد (وكذلك مع ليدز يونايتد) باستثناء موسم 1994-95 عندما تم إيقافه بعد مشاجرة مع أحد مشجعي كريستال بالاس، وبمجرد عودته للملاعب غدا تأثيره واضحًا وهائلًا على الفريق، حتى ولو كان مثار انتباه الإعلام الذي لطالما أراد انتقاده نظرًا لشخصيته المختلفة والمنعزلة والأقرب إلى المتعجرفة التي تتناسب مكانته كـ "ملك" من ملوك كرة القدم الكبار.


لم يسجل كانتونا في آخر 6 مباريات بالموسم مع مانشستر يونايتد، وكان هدفه الأخير في شباك بلاكبيرن بمنتصف أبريل، إلا أن هذا لم يكن أبدًا علامة على تراجع مستواه، بل كان الجميع يؤمن بأن هناك الكثير من الأشياء المتبقية لدى اللاعب الفرنسي الموهوب، غير أن الواقع أن خروجنا من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أثر عليه سلبًا بصورة كبيرة.

رغم هيمنة الشياطين المحلية، كانت مطالبات الإعلام دائمًا بأن يقدم الفريق أداء مماثلًا في أوروبا من أجل ترسيخ مكانته كنادٍ عظيم حقيقي، وبالفعل كان فريق السير أليكس فيرجسون جاهزًا لهذه الخطوة، بيد أنه احتاج لعامين إضافيين قبل أن يحقق لقبه الأول في دوري أبطال أوروبا.

في نصف نهائي 1997 أمام بوروسيا دورتموند، لم يكن أبدًا إريك في أفضل أحواله بمباراة أولد ترافورد، عندما أضاع الفريق عمومًا عددًا من الفرص وخسر بمجموع المباراتين 1-0، وكان ذلك بمثابة الإعلان عن نهاية عادية أو ضعيفة للموسم رغم تحقيق لقب الدوري.

كانت هذه ضربة كبيرة لمانشستر يونايتد وجماهيره بلا شك، لكن تعاطي كانتونا معها كان أكثر قسوة من أي شيء آخر.


بعد نهاية الموسم، أصدر اللاعب الفرنسي بيانًا مقتضبًا كعادته أعلن خلاله عن نهاية رحلته في عالم كرة القدم، وكتب "مارست كرة القدم الاحترافية لمدة 13 عامًا وهي فترة طويلة، أود الآن أن أفعل أشياء أخرى، لقد خططت دائمًا للتقاعد وأنا في القمة وفي مانشستر يونايتد.  وقد وصلت بالفعل لقمة مسيرتي".

"في آخر 4 سنوات ونصف استمتعت بأفضل ما قدمت في كرة القدم وقضيت وقتًا رائعًا، لقد كانت لدي علاقة رائعة مع المدرب والموظفين واللاعبين والجماهير. أتمنى لمانشستر يونايتد المزيد من النجاح في المستقبل".

لم يخف السير أليكس فيرجسون حزنه من قرار لاعبه الفرنسي، وقال بعد ذلك "في الماضي، شعرت دائمًا أنه يمكنني إقناعه بالبقاء، لكن هذه المرة كان واضحًا. إنه بالتأكيد أحد أفضل لاعبي مانشستر يونايتد على مر التاريخ، أعتقد أننا سنجد لاعباً من هذا المستوى مرة أخرى لأن هذا ما يحدث في كرة القدم. لاعبون رائعون يظهرون طوال الوقت".


ترك كانتونا كرة القدم واتجه إلى عالم التمثيل، وظلّ حتى يومنا هذا أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل على الإطلاق..

"الملك" كما كانت الجماهير تطلق عليه، حقق الدوري الإنجليزي 4 مرات مع يونايتد، بجانب لقبين لكأس الاتحاد الإنجليزي ولقب للدرع الخيرية.

كانت له العديد من الجوائز الفردية، أبرزها جائزة السير مات باسبي لأفضل لاعب في العام بيونايتد مرتين، والمركز الثالث في الكرة الذهبية عام 1993، وجائزة لاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين.

سجل الفرنسي يتحدث عن نفسه في أولد ترافورد، ففي 182 مباراة بقميص الشياطين بكل البطولات والملاعب، سجل 81 هدفًا وصنع 62 هدفًا، وكان ذلك على مدار 5 سنوات فقط، من 1992 وحتى الاعتزال المفاجئ في 1997.


موصى به: