تن هاج

.. يونايتد على الطريق الصحيح مع تن هاج

الجمعة ٢١ أبريل ٢٠٢٣ ١٧:٤٠

لا شك أن توديع فريقنا لبطولة الدوري الأوروبي من الدور ربع النهائي على يد إشبيلية هو أمر مخيب للآمال، لكنه لا يعني بالضرورة نهاية المشروع الكبير والملهم الذي يعيشه مانشستر يونايتد تحت قيادة المدرب إريك تن هاج.

صحيح أن كل بطولة يدخلها مانشستر يونايتد يسعى إلى تحقيقها أيًا كانت قيمتها، ولكن في الوقت نفسه، فإن تحقيق الدوري الأوروبي من عدمه لم يكن ليزيد كثيرًا أو ينقص من قدر العمل الذي يحدث في أولد ترافورد هذا الموسم.

الأهداف المحلية

عند العودة إلى الوراء وتسليط الضوء على أهدافنا ما قبل بداية الموسم وبعد التعاقد مع إريك، سيتضح أن يونايتد كان يستهدف هذا الموسم البناء أولًا وقبل كل شيء، ومن ثم تأتي السنوات والمواسم المقبلة لتكون "حصاد" ما تم زرعه في أولد ترافورد.

في الواقع، يظهر أن تن هاج نجح في عملية البناء بصورة كبيرة، يتعلق الأمر بطريقة لعب الفريق والشخصية التي استمدها اللاعبون وكيف أن زيارة أولد ترافورد عادت لتصبح غير محبذة لأي خصم أيًا كانت قدراته.


 

تبلور نجاح عملية البناء على الصعيد المحلي، مانشستر يونايتد قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفه الأساسي في الدوري الإنجليزي لهذا الموسم بالتواجد في ��لمربع الذهبي وضمان المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

يُضاف إلى ذلك تحقيق كأس كاراباو وبلوغ نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، لذلك فالأكيد أن الأهداف المحلية جزء كبير منها قد تحقق، وعاد مانشستر يونايتد ليصبح رقمًا صعبًا، ووُضعت الأساسات التي من خلالها يمكن رؤية الفريق ينافس على درع البريميرليج مرة أخرى في الموسم المقبل.

صحيح أن تحقيق الدوري الأوروبي كان ليمنح الفريق دفعة إضافية وخطوة أخرى تجاه زيادة الثقة، إلا أن عدم التتويج باللقب لا يعني بالضرورة أن كل العمل الكبير الذي قام به الجهاز الفني واللاعبين قد ذهب سدا.


تعليق تن هاج على توديع يونايتد الدوري الأوروبي

 مقالة

ردود أفعال تن هاج بعد مباراة إشبيلية

مانشستر يونايتد يجيد ردة الفعل مع تن هاج

من أبرز ما ميّز هذا الموسم مع تن هاج هو قدرة الفريق على الرد عند حدوث أي انتكاسات.

كانت الهزيمة من مانشستر سيتي وبعدها من ليفربول بنتيجتين كبيرتين كفيلتان بوأد أي مشروع واعد في بداياته، إلا أنه وعلى النقيض، نجح تن هاج في التعامل مع الأمر بصورة قلما توجد، واستفاد من هذه الخسائر للبناء بصورة مثالية.

أظهر الفريق بعد كل انتكاسة ردة فعل مميزة تؤكد أن الخسارة مجرد يوم سيئ وليست مؤشرًا على انهيار الفريق، وهذا إن دلّ على شيء فيدل على العقلية الإيجابية والصلبة التي زُرعت لدى لاعبي اليونايتد هذا الموسم بفضل مدربهم وطريقته في إدارة الأمور.

يمكننا أن نتوقع وبناء على المعطيات السابقة أن يونايتد سيظهر ردة فعل قوية من خلال بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، صحيح أن منافسنا صعب مثل برايتون، ولكن كتيبة تن هاج ستكون دوافعها خاصة وكبيرة جدًا بعد التوديع الأوروبي، لبلوغ نهائي ويمبلي وتعويض الجماهير بتحقيق هذا اللقب.


 

الدوري الأوروبي ليس نهاية المطاف

يزخر التاريخ الحديث والقديم بالأمثلة حول أندية لم يحالفها التوفيق في الدوري الأوروبي ولم يؤثر ذلك قيد أنملة على مشروعها ونجاحها.

المثال الأبرز هو برشلونة، الذي قدّم مباراة من أسوأ ما يكون أمام آينتراخت فرانكفورت العام الماضي وودع البطولة، ومع ذلك بعدها بأشهر قليلة اعتلى صدارة الدوري الإسباني وحقق كأس السوبر ويسير مشروعه مع تشافي هيرنانديز بصورة إيجابية للغاية.

هناك أمثلة أخرى كثيرة غير برشلونة، وإن دلّ ذلك على شيء فيدل على أن التوديع أمام إشبيلية لن يؤثر كثيرًا على مشروع يونايتد في الفترة المقبلة، بل من شأنه أن يزيده حدة وقوة وتحدٍ في ظل المتطلبات الجماهيرية العريضة التي لا تتوقف.


 

في النهاية، موسم مانشستر يونايتد الحالي هدفه البناء للعودة إلى سكة البطولات، هذا ما نجح به تن هاج حتى الآن في الدوري بالتواجد في المربع الذهبي بالتتويج بكأس كاراباو، وفي طريقه لإتمام المهمة عبر كأس الاتحاد الإنجليزي، والطريقة التي يرد بها الفريق دومًا عند الانتكاسات، مع تجارب الفرق الأخرى التي لم تنجح في الدوري الأوروبي، تؤكد بوضوح أن توديع اليوروباليج لن يكون نهاية المشروع المميز في أولد ترافورد، بل فرصة لاستكماله بصورة مثالية.


موصى به: