يونايتد

في ذكرى ميلاده.. كيف أثر السير أليكس فيرجسون على مسيرة ديفيد بيكهام؟

الثلاثاء ٠٢ مايو ٢٠٢٣ ١٩:٣٠

رغم الخلاف الذي أنهى مسيرة ديفيد بيكهام في مانشستر يونايتد كلاعب، ظلّ الأسطورة الإنجليزية يؤكد على أن السير أليكس فيرجسون أحد الأسباب الرئيسية في كل ما وصل إليه في حياته، وكان أحد أهم وأبرز الملهمين له على الإطلاق.

يحتفل بيكهام بعيد ميلاده الثامن والأربعين وقد نجح في كتابة اسمه كأحد أهم اللاعبين في تاريخ إنجلترا، وبعد نهاية مسيرته اتجه إلى عالم الأعمال ولم يبتعد كثيرًا عن كرة القدم، حيث يمتلك حاليًا نادي إنتر ميامي الأمريكي.

ربما أن مسيرة بيكهام الخالدة في الملاعب والتي فتحت له كل أبواب المجد، لم تكن لتتحقق لولا شخص السير أليكس فيرجسون، هكذا قال اللاعب نفسه في كتابه، وأردف "السير أليكس هو من صنعني، لقد جلبني وصنعني وجعل مسيرتي المهنية على ما هي عليه".

فراشات فيرجسون

كان ديفيد بيكهام جزءًا مما أطلقت عليه الصحف الإنجليزية الجيل الثاني من "فراشات فيرجي" وهي مجموعة من اللاعبين الشباب الذين جلبهم فيرجسون إلى مانشستر يونايتد في بداية تسعينيات القرن الماضي، بينما كان بعضهم لم يكمل عامه الخامس عشر بعد، وعكف على تطويرهم وإعدادهم ليكونوا نواة مستقبل مسرح الأحلام، ومن أبرز أسماء هذه المجموعة أساطير حالية مثل ريان جيجز وفيل وجاري نيفيل وبول سكولز.

وقّع بيكهام على عقود انضمامه لليونايتد عام 1991، وكان يمتلك من العمر 16 عامًا فقط، وفي البداية كان لاعبًا في فريق الشباب، ومع ذلك ينبغي الإشارة إلى أنه وجميع اللاعبين الآخرين، كان يجد اهتمامًا وتفاعلًا خاصًا من السير أليكس فيرجسون معه، حتى وإن لم يكن المشرف المباشر على عملهم.

هُنا يظهر دور رجل آخر، وهو مساعد فيرجسون ومدرب الشباب إريك هاريسون، الذي قاد فريقه وبه بيكهام للفوز على بكأس الاتحاد الإنجليزي للشباب بعد التفوق على كريستال بالاس بمجموع المباراتين 6-3، وأحرز بيكهام آنذاك هدفًا في مباراة الذهاب.

وعن دور فيرجسون بينما كان بيكس لا يزال جزءًا من فريق الشباب، قال اللاعب "كان يعرف اسمي وأمي وأبي وأخواتي ؛ كان يعرف كل شيء عني".

القميص رقم 10 ثم 7

أعير بيكهام لمدة وجيزة إلى بريستون نورث إند للحصول على القليل من الخبرة قبل أن يعود مجددًا ويحجز مكانه سريعًا كتيبة السير أليكس فيرجسون، ربما كان بيكس محظوظًا للغاية آنذاك، لأن فيرجسون آثر الاعتماد عليه وعلى "فراشاته" عوضًا عن التعاقد مع لاعبين كبار بدلًا من أصحاب الخبرة الذين انتهت مسيرتهم حينها في أولد ترافورد في الفترة بين 1995-1996.

رسّخ بيكهام نفسه كأحد الدعائم الأساسية في كتيبة فيرجسون، المدرب منحه ومنح أغلب اللاعبين الشباب فرصة لإثبات أنفسهم وقد كان، وحقق يونايتد لقب الدوري الإنجليزي في ذلك الموسم، ولعب بيكهام دورًا أساسيًا في ذلك، حتى أن ذلك قاد لانتقادات عدة لمدرب المنتخب الإنجليزي لعدم ضمه إلى قائمته المشاركة في يورو 1996.

موسم وحيد فقط مع الفريق الأول، وأوكل لبيكهام القميص رقم 10 الذي ارتداه أساطير عدة آخرهم مارك هيوجز، وخلال تلك الفترة وبهذا القميص، شهد هدفًا خالدًا لا يُنسى في ويمبلدون لا يزال عالقًا في الأذهان حتى الآن، وقاد يونايتد مجددًا للقب الدوري الإنجليزي.

أصبح بيكهام معشوق الجماهير والخيار الأول بفضل ثقة فيرجسون فيه، والتي وصلت إلى ذروتها بعدما أورثه القميص رقم 7 الذي لا يرتديه عمليًا سوى أساطير مانشستر يونايتد، انطلاقًا من موسم 1997-1998.

تأثير فيرجسون

يتحدث بيكهام عن مدى التأثير الإيجابي لفيرجسون على لاعبي مانشستر يونايتد وعليه شخصيًا قائلًا "قلة من الناس يفهمون كرة القدم مثل فيرجسون. مهما كان وضع الفريق، سواء خلال الموسم أو أثناء المباراة، يشعر اللاعبون أنه يعرف بالضبط ما يجب القيام به".

وتابع "إنه (فيرجسون) متطلب للغاية، لكن طوال الوقت الذي قضيته كلاعب ليونايتد، كان الشخص الوحيد الذي يظهر أن لديه ثقة بنا أكثر حتى من أنفسنا، جعل كل اللاعبين يشعرون بأنهم مميزون".

من ضمن ما لا ينساه بيكهام وذكره في أكثر من مناسبة، كيفية تعامل فيرجسون معه بعد كأس العالم 1998، عندما كان اللاعب عرضة لانتقادات لاذعة على خلفية طرده أمام الأرجنتين وتحميله مسؤولية توديع الأسود الثلاثة للمسابقة.

في اليوم التالي للمباراة، اتصل فيرجسون ببيكهام، وأخبره بأن يتحصل على إجازة لمدة ثلاثة أسابيع، هذا ما جعل بيكس يقول أنه لولا تلك الخطوة، لما تمكن من العودة ولعب الموسم الجديد بصورة جيدة والمضي قدمًا بعد ما حدث في فرنسا.

رغم الخلافات.. فيرجسون يشيد ببيكهام

توترت العلاقات بين الثنائي بعد واقعة 2003 التي أنهت تواجد بيكهام في مانشستر يونايتد، مع ذلك ظلّ الاحترام المتبادل بينهما، ويظهر ذلك جليًا في تصريحات فيرجسون عنه.

كتب السير حول بيكهام في كتابه الخاص "عندما يتساقط اللاعبون على أرض الملعب، يمكنك أن تراهن أن ديفيد بيكهام لن يكون أحدهم أبدًا".

اختلف الثنائي كثيرًا فيما بعد وكان بينهما العديد من التصريحات الهجومية المتبادلة، لكن حافظا على الاحترام المتبادل.

موصى به: