هويلاند

"الدقة" سلاح هويلاند لمنافسة صلاح وهالاند

الأربعاء ٢١ فبراير ٢٠٢٤ ١٠:٥٦

قد يظن البعض أن الهدف الذي سجله راسموس هويلاند في مباراة أستون فيلا سهلاً، ولكنه في حقيقة الأمر كان بداية لإدراك التغيير والتطوير الذي طرأ على مهاجم مانشستر يونايتد، الذي وضع الكرة بهدوء بين قدمي إميليانو مارتينيز.

هذا التعامل السريع الهادئ مع الضغط يأتي من الثقة التي يلعب بها الآن؛ وهي الثقة التي بُنيت على إيقاعه ومهارته في التعامل داخل منطقة الجزاء. أمام لوتون تاون في نوفمبر، ارتكب هويلاوند أكبر خطأ له في الموسم من نفس المدى الذي سجل منه هدفه في فيلا بارك، حيث لجأ للتسديد بقوة بدلاً من الدقة لتصطدم الكرة بالحارس توماس كامينسكي.
تسجيل الأهداف يؤدي إلى تسجيل المز��د من الأهداف، ولكن هويلاند بحسب الأشخاص الذين يعملون معه يتطور في دوره كرأس حربة مع يونايتد (سجل هدفين في آخر مباراة بالدوري ضد لوتون تاون)، وهو التطور الذي جعله ثاني أصغر لاعب يسجل في خمس مباريات متتالية ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، الأول هو نيكولاس أنيلكا مع أرسنال عام 1998.
من أهم العوامل التي تساعد هويلاند على التطور، هو التواصل والتفاهم مع زملائه. الهدف الذي تم تسجيله ضد الفيلانز جاء من جملة مكررة ليونايتد يتدربون عليها باستمرار، حيث يقوم برونو فرنانديز بإرسال الركلة الركنية نحو ماجواير، يلمس الكرة برأسه ويهيأها أمام هويلاند الذي يسددها نحو المرمى.
بعدما اضطر للاعتماد على لقطات عشوائية متمثلة في ارتداد الكرة من المنافسين لتسجيل هدفيه الأولين في الدوري الإنجليزي، تمكن راسموس من تسجيل خمسة أهداف من مساعدات مباشرة من زملائه، وبدون شك استغرق هويلاند بعض الوقت للاستقرار في الدوري الإنجليزي، وهو الوضع المشابه لفترة بدايته مع أتالانتا حيث سجل هدفًا وحيدًا في أول 11، قبل أن يسجل تسعة أهداف خلال آخر 21 مباراة له في إيطاليا.
عامل آخر ساهم في تحسين أدائه هو أن هويلاند، الذي أتم عامه الـ21 في الرابع من فبراير، يبلغ من اللياقة البدنية ذروتها كونه لم ينتظم مع يونايتد في فترة الاستعداد قبل بداية الموسم بسبب رغبة يونايتد في خضوعه للمزيد من الفحوصات الطبية للتأكد من أن إصابة الظهر التي تعرض لها ليست خطيرة، قبل ضمه.
يمكن القول إن عامل آخر ساهم في تطور هويلاند، هو استفادته من نصائح مهاجم يونايتد السابق الذي يعرف جيدًا كيف يمكنه الفوز بالدوري الإنجليزي، روبن فان بيرسي، الذي تواجد في يونايتد خلال الفترة الماضية وحرص على إجراء محادثة طويلة مع هويلاند في كارينجتون. ويؤكد الكثير من المقربين للاعب، أنه دائمًا ما يكون حريص على الاستماع إلى اللاعبين ذوي الخبرة كما أنه لديه علاقات وطيدة مع زميله في المنتخب الدنماركي كريستيان إريكسن وفيكتور ليندلوف.
تم عقد العديد من المقارنات بين هويلاند واسكندنافي آخر هو إيرلينج هالاند هداف الدوري، وعلى الرغم من تسجيل العملاق النرويجي 17 هدفًا في الدوري لصالح مانشستر سيتي، إلا أن معدلات تحويل الفرص المؤكدة إلى أهداف "XG" لديهما متقاربة.
تبلغ نسبة أهداف هويلاند المتوقعة 6.4، بينما تبلغ نسبة هالاند 11.47 (محمد صلاح ثاني هدافي الدوري برصيد 15 هدفًا من 34 تسديدة يمتلك معدل XG بلغ 11.66)، مع الأخذ في الاعتبار أن هويلاند سدد 16 كرة على المرمى مقابل 40 تسديدة لهالاند، لذلك العمل على إيصال الكرة بشكل أكبر لراسموس في مناطق الخطورة، هو ما يعمل عليه المدرب إريك تن هاج.
يمتلك يونايتد ليس فقط لاعبًا جيدًا ولكن أيضًا لاعبًا نشأ مشجعًا للنادي، وربما هذا هو السبب في أن لوكا بيركاسي المدير التنفيذي لأتالانتا، لا يزال يقول لجون مورتو مدير كرة القدم في يونايتد، إنه حصل على صفقة رابحة.
تروي الإحصائيات الخاصة بهويلاند قصة لاعب ذو إمكانيات عالية، فمع أتالانتا سجل راسموس 14 هدفًا من معدل "XG" بلغ 14.8، ويجب عدم إغفال أن اللاعب الشاب لم يتلق الكثير من العرضيات حتى الآن هذا الموسم، والتي تعد مصدر رئيسي لأهدافه مع ناديه السابق، حيث صنع أديمولا لوكمان ثلاثة أهداف للدنماركي من عرضيات خلال الموسم الماضي، كما ساهم جيريمي بوجا ودافيدي زاباكوستا في تسجيله للأهداف من الكرات العرضية أيضًا.
بالمقارنة مع مهاجمين آخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز، تبرز إحصائيات تؤكد على الجودة التي يتمتع بها هويلاند، فمن اللاعبين الذين خاضوا 900 دقيقة على الأقل وسددوا 25 مرة أو أكثر على المرمى، يحتل راسموس المركز 72 من حيث عدد التسديدات بمعدل 1.7 تسديدة في المباراة، ولكنه يحتل المركز الثالث من حيث معدل الـ"XG" لكل تسديدة بنسبة 0.21.
ما تقوله الإحصائيات، إنه على الرغم من عدم تسديد هويلاند الكرات على المرمى بشكل ربما يكون غير كافي لمهاجم أساسي في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن تسديداته تمتاز بمعدلات دقة عالية بشكل ملحوظ.

موصى به: