يونايتد

ثالوث يونايتد... بوبي تشارلتون

الخميس ١٤ أبريل ٢٠٢٢ ١١:٤٤

بالعودة إلى الستينيات، لم يكن هناك أي تغطية تلفزيونية لكرة القدم على الإطلاق. إذا لم تذهب لمشاهدة يونايتد يوم السبت، فقد تكون محظوظًا بالحصول على 20 دقيقة من أبرز أحداث مبارياتهم كل شهر.

ومع ذلك، كان الجميع يعرف "ثالوث يونايتد".
بيست، لو، تشارلتون.

أخبرتك الصحف كيف كان الثلاثي جيدًا. كان الثلاثي يلهم العناوين الرئيسية، وكان الحديث عنهم يكشف كيف كان مميزًا.
حديثنا فيما يلي سيكون عن أحد أضلاع المثلث الأبرز في تاريخ كرة القدم عامة ومانشستر يونايتد خاصة! السير بوبي تشارلتون...
من المحتمل أن يكون بوبي قد سجل أكبر عدد من الأهداف في التدريبات، وذلك ببساطة بسبب الشراسة التي يتعامل بها مع الكرة على أي ملعب سواء كان ملعب تدريب أو ملعب مباراة. كان يجيد التسديد بكلتا قدميه. كان التسديد تخصصه!
كل فرد من الثلاثي كان مهاجمًا، لكنهم كانوا أنواعًا مختلفة تمامًا من المهاجمين. نعلم جميعًا ما كان عليه بوبي تشارلتون، بمجرد إلقاء نظرة سريعة على سجلات أهدافه وما حققه مع يونايتد والمنتخب الإنجليزي، لكنه أيضًا لطالما صنع الكثير من الأهداف لزملائه.
كان بوبي لاعبًا جماعيًا يقود يمتلك صفات قيادية رائعة ويجيد تشجيع رفاقه والشد من أزرهم. لم يكن يقبل سوى بالفوز.
كان بوبي رجل متطور. لم يتوقف أبدًا عن المضي قدمًا. ما مر به في أعقاب كارثة ميونيخ وقدرته على تجاوز الأمر يكشف كم كان صلبًا. كان رجل يمتلك جوهر نبيل وكان يحترم كل لاعب يلعب معه وبجانبه.
كان بوبي يتحدث مع الجميع دائمًا حول الفوز بالمباراة. لقد تحدث دائمًا عن الفوز وتسجيل الأهداف.

في عام 1956، ظهر بوبي لأول مرة مع الفريق الأول لمانشستر يونايتد تحت قيادة المدرب التاريخي مات باسبي وجاءت أولى مشاركاته في الدوري أمام فريق تشارلتون في عام 1956 بملعب أولد ترافورد، وقدم مباراة رائعة بعدما سجل هدفين رغم إصابته، وقال تشارلتون عن تلك الذكرى: "لقد سألني السيد باسبي إذا ما كنت على ما يرام، وكنت في واقع الأمر أعاني من التواء في كاحل القدم، ولم أكن لأخبره بهذا أبدًا، واستبشرت خيرًا، وقلت له: نعم".
لم تشفع تلك البداية الرائعة لبوبي بحجز مكانًا ثابتًا مع الفريق حتى نهايات موسم 1956/57، وهو الموسم الذي أحرز فيه 10 أهداف، وذلك عندما فاز الشياطين الحمر بالفريق الملقب بـ"أطفال باسبي" بأول لقب، وكانت هناك منافسة شرسة على اللعب مع الفريق الأول، إلا أن الهاتريك الذي أحرزه أمام فريق بولتون في يناير 1958 قد ساعده على حجز مقعد أساسي، ليساعد يونايتد على الفوز بالدوري عامي 1965 و1967.
بعد ذلك اكتمل ظهور تشارلتون كموهبة رائدة في الكرة الإنجليزية، عندما تلقى استدعاء للمنتحب الوطني في 19 أبريل 1958، عقب نحو شهرين من نجاته من كارثة ميونيخ الجوية.
قبيل كأس العالم في عام 1966، تم اختيار تشارلتون كأفضل لاعب في إنجلترا من قبل رابطة كتاب كرة القدم، كما فاز أيضًا بلقب أفضل لاعب في أوروبا. كان لتشارلتون دورًا بارزًا مع المنتخب الإنجليزي في الفوز بلقب كأس العالم عام 1966. فاز تشارلتون مع المنتخب الإنجليزي في 106 مباراة -منها ثلاثة وهو قائد للفريق- حيث سجل خلال مسيرته الدولية 49 هدفًا.
في عام 1968، تم تعيين بوبي قائدًا لفريق مانشستر يونايتد الذي فاز بكأس أوروبا. سجل هدفين في النهائي ضد بنفيكا البرتغال ليساعد فريقه على أن يصبح أول فريق إنجليزي يفوز بالمسابقة. لم يحتفل تشارلتون رفقة اللاعبين بعدما تذكر كارثة ميونخ لتأثره الشديد لغياب أصدقائه.
ظهر بوبي تشارلتون في 758 مباراة مع يونايتد وسجل 249 هدف، ظل الرقمان القياسيان صامدان ضد الكسر لعقود عديدة، حتى أتى رايان جيجز ليحطم رقم الأكثر مشاركة في عام 2008 وتحديدًا في نهائي دوري أبطال أوروبا على الأراضي الروسية، عندما شارك كبديل ضد تشيلسي. استغرق الأمر وقتًا أطول حتى تم كسر رقمه التهديفي، عندما سجل واين روني هدفه رقم 250 في 2017.
كانت آخر لتشارلتون مع الشياطين الحمر ضد تشيلسي في 28 أبريل 1973، وجاء هدف تشارلتون الأخير للنادي قبل ذلك بشهر، وتحديدًا يوم 31 مارس، خلال في الفوز 2-0 على ساوثهامبتون.
اعتزل السير بوبي الكرة في عام 1973، ثم عمل بعد ذلك كمدير فني ومدير لاعبين في بريستون نورث إند لمدة عامين، قبل أن يستقيل في أغسطس 1975. بحلول يونيو 1984 عاد بوبي تشارلتون مجددًا إلى يونايتد وأصبح مديرًا للنادي حتى عام 2012، كما تم منحه لقب فارس في الإمبراطورية البريطانية، ليصبح السير بوبي تشارلتون في يونيو 1994 سفيرًا للنادي وللكرة الإنجليزية وللعبة كرة القدم عامًة في جميع أنحاء العالم.
في النهاية لا يمكننا قول سوى إن لا أحد يجسد قيم مانشيستر يونايتد أفضل من السير بوبي تشارلتون! تجاوز صدمة حادثة ميونخ وقت أن كان عمره 20 عامًا، ليلعب كل مباراة بعد ذلك كما لو كان يخوضها لإحياء ذكرى رفاقه ليحلق في السماء مع سواء مع مانشستر يونايتد أو منتخب إنجلترا.

موصى به: