فيديتش برفقة السير فيرجسون

نيمانيا فيديتش...إشارة حمراء في الطريق إلى مرمى يونايتد

الأحد ٠٥ يناير ٢٠٢٠ ١١:٥١

ربما لم يكتسب فيديتش شهرة عالمية واسعة حتى عامه الخامس والعشرين، إلا أنه عرف طريق التألق والنجومية بعد ذلك من بوابة الشياطين الحمر، ليسجل اسمه في تاريخ النادي بمسيرة استثنائية امتدت لثمانية أعوام عرف خلالها العديد من النجاحات، وأصبح فيها دفاع يونايتد منطقة يحظر المرور عبرها.

البداية

بدأ نيمانيا فيديتش (من مواليد 21 أكتوبر 1981) مسيرته في عالم كرة القدم في الثامنة من عمره باللعب مع فريق يدينستوف يوزيتش الصربي، ثم انتقل إلى سلوبودا يوزيتش الصربي أيضًا عام 1994، حيث قضى عامين، ومنه إلى النجم الأحمر، أحد أكبر الأندية في صربيا، عندما كان يبلغ من العمر 15 عامًا.

بعد أربع سنوات مع فريق الشباب، تم تصعيد فيديتش للفريق الأول، ليقدم معه أداءً قويًا على مدار ثلاثة أعوام بعد عام أول قضاه مع فريق سبارتاك سوبوتيكا على سبيل الإعارة، ويحقق مع العملاق الصربي عددًا من الألقاب المحلية كقائد للفريق. وبعد بروز نجمه في صربيا، بدأ فيديتش يجذب اهتمام الأندية الأوروبية ومن بينها سبارتاك موسكو الذي نجح في التعاقد معه عام 2004.

في موسكو، لعب فيديتش مع الفريق الروسي لمدة عامين، ولكن يمكن القول أن أداؤه مع منتخب صربيا خلال التصفيات المؤهلة لمونديال ألمانيا الذي أقيم عام 2006 كان هو ما لفت أنظار العديد من الأندية في الدوريات الأوروبية الكبرى إليه بشدة، حيث ساهم في عدم استقبال شباك المنتخب الصربي سوى هدف واحد في مرحلة التصفيات (10 مباريات). وبعد منافسة من عدد من الأندية الأخرى، ظفر مانشستر يونايتد بخدماته في صفقة بلغت قيمتها نحو 7 ملايين جنيه استرليني، وتم تقديمه للجماهير في الخامس من يناير عام 2006.


 

مسيرته مع يونايتد

شهدت مواجهة يونايتد ضد بلاكبيرن روفرز في إياب نصف نهائي كأس الرابطة الإنجليزية في الخامس والعشرين من يناير عام 2006 الظهور الأول لنيمانيا فيديتش بقميص الشياطين الحمر، حاملًا الرقم 15، حينما حل بديلًا لرود فان نيستلروي قبل بضع دقائق على نهاية المباراة. ومنذ ذلك الحين، بدأ فيديتش يتحسس خطواته تدريجيًا نحو حجز مكان له في التشكيل الأساسي للفريق، حتى أصبح أحد الأعمدة الأساسية التي اعتمد عليها السير أليكس فيرجسون في خط الدفاع في موسم 2006-2007.

 

في ذلك الموسم، بدأ نيمانيا فيديتش في تشكيل شراكة دفاعية رائعة استمرت لسنوات مع المدافع الإنجليزي ريو فيرديناند، والتي اعتبرها الكثيرون الأفضل في العالم في تلك الفترة. وعلاوة على ذلك، شهد الموسم نفسه تسجيله أول أهدافه بألوان يونايتد في شباك ويجان أثلتيك، قبل أن يمضي ليرفع كأس الدوري الإنجليزي للمرة الأولى له مع الشياطين الحمر.


في نوفمبر من عام 2007، جدد فيديتش عقده مع يونايتد لخمسة أعوام، وبعد ثلاثة أعوام أخرى حقق خلالها العديد من النجاحات المحلية والأوروبية مع يونايتد، والتي كان من بينها الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا وحصد لقب الدوري الإنجليزي مرتين. وقبل بداية موسم 2010-2011، تم الإعلان عن تمديد عقد فيديتش لأربعة أعوام إضافية، قبل أن يقرر السير أليكس فيرجسون منحه شارة قيادة يونايتد تقديرًا لدوره الكبير في الفريق وشخصيته القوية داخل الملعب، ليقود الشياطين الحمر للفوز بلقب الدوري الإنجليزي مرة أخرى في نهاية الموسم.

خلال العامين التاليين، واصل فيديتش تألقه في خط دفاع يونايتد، حتى جاء شهر فبراير من عام 2014، والذي أعلن فيه أنه ينوي الرحيل عن صفوف الفريق حينما ينتهي عقده مع نهاية موسم 2013-2014، مؤكدًا أنه لن يلعب لأي نادٍ آخر داخل إنجلترا. وفي الخامس من مايو من نفس العام، لعب المدافع التاريخي آخر مباراة له مع يونايتد على ملعب أولد ترافورد ضد هال سيتي، وهي المباراة التي شهدت وداعه للجماهير التي هتفت باسمه وصفقت له كثيرًا على مدار 8 سنوات، لينتقل بعد ذلك إلى إنتر الإيطالي، ثم يقرر اعتزال اللعب في أوائل عام 2016.


أرقامه وألقابه مع يونايتد

إذا قمنا بسؤال الجماهير العاشقة ليونايتد عن أفضل المدافعين الذين مثلوا الفريق عبر تاريخه، فلا شك أن اسم نيمانيا فيديتش سيحتل مركزًا متقدمًا في قوائم معظمهم، ولما لا وهو الذي ساهم بقوة في تحويل دفاع يونايتد إلى حصن منيع وصار اختراقه في وجوده مهمة صعبة على جميع الفرق لسنوات طويلة.

خلال مسيرته التي امتدت لثمان سنوات مع يونايتد، لعب فيديتش 25,667 دقيقة، وبخلاف أدائه الدفاعي الاستثنائي، تميز فيديتش أيضًا بضرباته الرأسية الرائعة، والتي استفاد منها في تسجيل الأهداف بجانب إبعاد الكرات العرضية والطويلة، فسجل 21 هدفًا في 300 مباراة خاضها بقميص الشياطين الحمر.

وعلى صعيد الألقاب المحلية والأوروبية، حقق المدافع الذي كان يعد من بين الأفضل في العالم لقب الدوري الإنجليزي 5 مرات (مواسم 2006-2007، 2007-2008، 2008-2009، 2010-2011، و2012-2013) وفاز بلقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2007-2008، كما حصد لقب كأس الرابطة الإنجليزية 3 مرات (مواسم 2005-2006، 2008-2009، و2009-2010)، بالإضافة لكأس العالم للأندية عام 2008.

لا شك أن نيمانيا فيديتش كان أحد أعظم المدافعين الذين ارتدوا قميص يونايتد عبر تاريخه، ولا يختلف اثنان على قوته وصلابته الدفاعية التي جعلت الأندية الأوروبية الكبرى تتهافت على ضمه بعد تألقه بألوان الشياطين الحمر، إلا أن عشقه وتعلقه بقميص يونايتد كانا ما دفعاه للبقاء حتى سن الثالثة والثلاثين مع الفريق الذي حقق معه العديد من الإنجازات والنجاحات وأصبح بين صفوفه أحد أفضل المدافعين في العالم.

يوافق الخامس من يناير 2020 مرور 14 سنة على انضمام فيديتش ليونايتد...مدافع سنظل جميعًا نذكره بأنه كان بمثابة شوكة في حلق المهاجمين في طريقهم نحو مرمى الشياطين الحمر...شكرًا لك يا فيديتش على كل ما قدمته من أجل مانشستر يونايتد.


موصى به: