زيدان

فتى عيد الميلاد... 20 عامًا من زيدان إقبال

الخميس ٢٧ أبريل ٢٠٢٣ ١٧:٠٣

20 عامًا هو عمر قصير في حياة البشر، لكنه طويل في حياة لاعب كرة القدم المحترف، خاصة إذا كان يحمل أحلام وآمال الملايين مثل نجم مانشستر يونايتد الشاب ومنتخب العراق زيدان إقبال.

خطى زيدان إقبال خطوات مهمة في مسيرته كلاعب محترف، أبرزها تمثيل بلده العراق على مستوى المنتخب الأول، والمشاركة مع مانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى حصوله على إشادة من المدير الفني إريك تن هاج.
زيدان إقبال، ابن مدينة مانشستر والذي يشجع يونايتد منذ طفولته، انضم للنادي في التاسعة من عمره، ثم تدرج في المراحل السنية المختلفة حتى وصل إلى الفريق الأول، والذي شارك معه لأول مرة رسميًا أمام فريق يانج بويز السويسري في دوري أبطال أوروبا أواخر عام 2021.
إقبال الذي لم يكن قد بلغ العشرين من عمره وقتها، نال ثقة تن هاج الذي منحه فرصة جيدة للمشاركة مع الفريق الأول في خلال فترة الإعداد للموسم الحالي، وقدم اللاعب الشاب أداءً مميزًا في المباريات الودية التي حصل فيها على عدد لا بأس به من دقائق اللعب.
النشأة
يقول زيدان عن بداية علاقته بكرة القدم، وهي البداية التي كانت منذ الطفولة: "عندما كنت صغيرًا، كان والدي يقوم بعرض الكثير من مقاطع الفيديو لزين الدين زيدان على يوتيوب في المنزل. اليوم، أرى في فرينكي دي يونج مثلًا أعلى، فهو لاعب رائع. يعجبني أيضًا تياجو ألكانتارا؛ أعلم أنه يلعب لليفربول، ولكن هذا لا يمنع احترامي وإعجابي بأسلوب لعبه".
"والدي يحتل جزءًا كبيرًا من قصتي، هو من عرّفني على كرة القدم عندما كنت صغيرًا. كنت أمارسها في المدرسة، خلال أوقات الغداء، مع زملائي وفي أكاديمية يونايتد. هكذا تعرفت على كرة القدم، بفضل والدي الذي كان يصطحبني معه عندما كانت أمي تذهب للعمل. لم يكن بإمكانه أن يتركني وحدي في المنزل لذا كان يصطحبني لمشاهدته وهو يلعب كرة القدم. كنت أسدد على حراس المرمى قبل المباراة وثم أشاهده يلعب لمدة ساعة، ومن هنا أحببت كرة القدم. في ذلك العمر، لا تهتم بأي شيء حقًا. كنت أسدد وكان حارس المرمى يسمح للكرة بالدخول، لكنني لم أكن أعلم أنه كان يفعل ذلك لمجرد أنني طفل، لذلك كنت أحتفل بسعادة كبيرة، لقد كان ذلك رائعًا".
"في المدرسة الابتدائية، كنت ألعب كرة القدم خلال وقت الغداء وكنت ألعب لصالح فريق المدرسة. فزنا بكأس في سانت مارجريت وويليام هولم. أتذكر عندما فزنا بالكأس في المدرسة الابتدائية، خصصوا للفريق طاولة لتناول الطعام، كما أحضروا لنا البسكويت والشوكولاتة. كان الأمر رائعًا. كنت ألعب من أجل المتعة، وفي السنة السادسة حققنا لقب دوري المدراس، وبدأت التعامل مع كرة القدم على محمل الجد. كنت في ذلك الوقت في يونايتد، لذلك كنت دائمًا أتعامل مع كرة القدم بجدية. كرة القدم في رأيي هي أفضل رياضة. إنها ليست فقط جادة ولكنها ممتعة".
 
"منافسات كرة الصالات لعبت دورًا كبيرًا في تكويني. تعلمت من كرة الصالات اللعب في المساحات الضيقة، كما أسهمت في تنمية مهاراتي حيث أنها تعتمد على المراوغات بشكل أكبر. لقد ساعدني ذلك كثيرًا وأخذت ما تعلمته من كرة الصالات إلى ملعب كرة القدم. الكرة أصغر، ارتدادها أسرع، الشباك أصغر، لكنها لعبة فنية للغاية، حتى حارس المرمى يمكنه الخروج وجعل الفريق 5 ضد 4. لا يوجد مكان للاختباء لأن أرضية الملعب صغيرة جدًا. يجب أن تكون شجاعًا وتواجه منافسك ولا يمكنك الاختباء خلف زميلك، وقد ساعدني ذلك كثيرًا".
الظهور الأول
"الظهور الأول مع الفريق الأول مانشستر يونايتد هو كل ما حلمت به"، شارك إقبال كبديل في الدقيقة 88 من مباراة يونايتد بدوري أبطال أوروبا ضد يونج بويز في ديسمبر 2021. يقول زيدان عن الأمر: "علمت في اليوم السابق، عندما جاء إلي المدرب وقال لي إنني لن أشارك مع فريق تحت 19 عامًا، بل سأكون مع الفريق الأول. انفجرت الكثير من المشاعر بداخلي، وبمجرد انتهاء المحادثة مع مدربي، اتصلت بسرعة بأمي وأبي وأخي. قلت لهم إن هناك فرصة جيدة للعب مع الفريق الأول غدًا".
والد ووالدة زيدان، تواجدا في مدرجات أولد ترافورد خلال أول ظهور له. قال إقبال: "كنت أعرف مكان جلوسهم. كنت أعرف مكان أصدقائي، وأين كان والداي وعائلتي اقترب زملائي من النفق في البداية ودعموني بشدة. في نهاية المباراة، أشرت لهم بإبهامي لأعلى. كانت الأعصاب مشدودة. رؤية كل هؤلاء المشجعين يشاهدون المباراة، حتى خلال فترة الإحماء، وهم يهتفون باسمك. كان ذلك كل ما حلمت به وأكثر. كنت أحلم بذلك اليوم منذ أن كنت طفلاً وتحقيقه أخيرًا كان أمرًا رائعًا. من الصعب للغاية وصف ذلك الشعور".
 
 

تمثيل العراق
كان من الممكن لزيدان إقبال تمثيل إنجلترا حيث ولد، أو باكستان بلد والده، أو العراق بلد والدته، لكن اللاعب الشاب اتخذ قرار�� بالفعل وانضم للمنتخب العراقي.

عن ذلك يقول خريج الأكاديمية: "والدي باكستاني ووالدتي عراقية، ولقد ترعرعت في مانشستر منذ نعومة أظافري. أنا قريب جدًا من ثقافتي والدي ووالدتي. رأيت أن تمثيل العراق سيكون أفضل لمسيرتي، ولكني أفتخر بأصولي الباكستانية كذلك. أتلقى تشجيعًا كبيرًا من جماهير جنوب آسيا، وأنا أشكرهم وأقدر لهم ذلك".
ديك أدفوكات هو من وضع زيدان إقبال على طريق تمثيل العراق في تصفيات كأس العالم، حيث اتصل الهولندي الذي كان وقتها مدرب المنتخب العراقي، بوالد زيدان بشكل شخصي ليطلب من لاعب مانشستر يونايتد الشاب الاستعداد للعب الدولي.
وبحسب ما نشرته "ذا أثلتيك"، قال أدفوكات: "أعرف كل شيء عن ابنك وأود الاستعانة به. أنا أحترم رغبتكم ولن نقوم بضمه ما لم توافق، لكننا نريده أن يتدرب مع الفريق الأول".

أضاف زيدان إقبال: "أنا فخور بكوني إنجليزي وباكستاني وعراقي. أشعر أن الانضمام لمنتخب العراق خطوة صحيحة في مسيرتي. سيكون شرفًا لي أن أمثل العراق، لكنه بالتأكيد لا يلغي حقيقة كوني إنجليزيًا وباكستانيًا. كان الدعم رائعًا. لقد تلقيت الكثير من الرسائل لدرجة أنني لم أستطع قراءتها كلها! لكن تلك التي قرأتها كانت إيجابية وآمل أن أستمر في ذلك وأواصل التفوق".
حلم مستمر
لن يتوقف زيدان إقبال عن الحلم..
عن ذلك قال اللاعب: "فتى قادم من الأكاديمية، يتدرب مع الفريق الأول كل يوم. ما زلت أعمل بجد كل يوم، فقط لتحسين نفسي والتعلم من هؤلاء اللاعبين الرائعين من أجل التقدم في مسيرتي. آمل أن أتمكن من التقدم في يونايتد؛ النادي الذي نشأت فيه، سيكون ذلك بمثابة حلم يتحقق.
 
"لن تكون مسيرة الجميع متشابهة. كل شخص يمر بفترات صعود وهبوط، هذه هي الحياة. عليك فقط الاستمتاع باللحظات الجيدة التي تعيشها. عندما ألقي نظرة على ما قمت به حتى الآن، أتذكر الأيام التي كانت صعبة بابتسامة.
أنا أعيش الحلم. ليس فقط أنا ولكن كل عائلتي".
"أنا أعمل ليس فقط من أجلي، بل من أجل عائلتي وأصدقائي أيضًا. لذلك أنا فخور، فخور للغاية".

موصى به: