بارك جي سونج

جندي يونايتد المجهول: بارك جي سونج .. أول لاعب يعمل بالطاقة النووية

السبت ١٩ يونيو ٢٠٢١ ١٥:٠٩

قد لا يكون اللاعب الأشهر ولا النجم الأبرز لكنه بالتأكيد أشهر لاعب كوري على مر التاريخ وأبرز نجم أسيوي ويحتل مكانة مميزة في قلوب مشجعي يونايتد.

في هذا التقرير نلقي الضوء على نجم داخل الملعب وخارجه لاعب ذو تأثير كبير لكن لم تسلط عليه الأضواء بالشكل الكافي لوجوده وسط كتيبة من النجوم في عصر يونايتد الذهبي مع السير أليكس فيرجسون في فريق ضم وقتها نجوم في كل المراكز من عينة كريستيانو رونالدو، واين روني، كارلوس تيفيز، رايان جيجز، ناني وسكولز وكاريك وفيرديناند وأدوين فان دار سار. 

لكن سونج استطاع أن يحجز لنفسه مكانًا وسط هذه الكتيبة واستطاع أن يشارك بصفة أساسية ويصنع أثرًا ويساهم في فوز الفريق بالعديد من الألقاب، أثرًا ظل باقيًا حتى يومنا هذا يتذكره به جماهير يونايتد ونحن كذلك لم ننساه.

عصير الضفادع ودم الغزال!!
ولد سونج في مدينة سيول الكورية في  الـ 25 من فبراير عام 1981 وككل الأطفال في عمره كان سونج مولعًا بكرة القدم ومشاهدتها عبر التلفزيون وبدأ في ممارستها بتشجيع من والديه لكن واجهته مشكلة مبكرة وهي نقص في النمو عن أقرانه في معدلات الطول والوزن وهنا لجأ والديه لطب الأعشاب البديل لمساعدته وكانا يقدمان له مشاريب عصير الضفادع المسلوقة ودم الغزال وبعض الأعشاب لمساعدته في النمو وقوة التحمل لمجاراة القوة البدنية لزملائه وهو الأمر الذي أتى بثماره وجعله يتقدم عبر صفوف الفئات العمرية لفريق كيوتو بوربل سانجا حتى وصل إلى الفريق الأول قبل أن يغادره إلى صفوف إيندهوفن الهولندي في بداية رحلته مع الكرة الأوروبية. 

داوم بارك على تناول مشروب عصير الضفادع طوال مسيرته الاحترافية وهو ما ذكره في مذكراته عام 2006 وأن هذا المشروب يعد كمشروب طاقة ساعده على تحمل وتيرة اللعب القوية والسريعة في الدوري الإنجليزي. وقد تسبب هذا الأمر في ارتفاع معدلات استهلاك «مشروب الضفادع، وأدى إلى غضب جمعيات «أصدقاء الضفادع» المدافعة عن البيئة فى بلاده، إلى مطالبة اللاعب بمد يد المساعدة لإنقاذ الضفادع والمشاركة فى الحملة الرامية لوقف هذه الممارسات الخاطئة. وهنا ربما قد عرفنا سر القوة والسرعة الكبيرة للاعب الكوري مع فريق الشياطين الحمر. 

هيدينك، المفتاح إلى أوروبا… 

بدأ بارك لأول مرة في جذب انتباه الناس لموهبته في كأس العالم 2002 حيث ساعد كوريا الجنوبية في الوصول إلى الدور نصف النهائي من البطولة الأكبر للمنتخبات. وقدم مستوى كبير ترك انطباعًا لم يفارق مدربه جوس هيدينك، مما دفعه لاصطحابه معه عندما ترك مهمة تدريب منتخب كوريا الجنوبية ليعود لإيندهوفن وبصحبته بارك لأول مرة في القارة العجوز معقل كرة القدم العالمية.

استمرت أسهم لاعب خط الوسط في الارتفاع في هولندا، وتم ترشيحه لجائزة "أفضل مهاجم" في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عام 2005 إلى جانب رونالدينيو وأندريه شيفتشينكو وصامويل إيتو وأدريانو وهو ما جذب أنظار كبار أوروبا إليه وعلى رأسهم السير أليكس فيرجسون.

الانضمام للشياطين الحمر
في وقت لاحق من عام 2005، انتقل بارك إلى إنجلترا وانضم إلى فريق مانشستر يونايتد الذي يتطلع إلى إعادة السيطرة لفريق مانشستر الأحمر بعد هيمنة تشيلسي بقيادة جوزيه مورينيو على الدوري.

على الرغم من إنجازات وموهبة بارك، إلا أن البعض تحدث عن إن خطوة الإنتقال مجرد حيلة تسويقية ودعائية لجذب جماهير آسيا في الشرق الأقصى.

لكن عندما ظهر بارك على أرض الملعب، سرعان ما ادحض تلك الادعاءات. وبعمله الكبير وطاقته التي لا تنفذ وسرعته ورغبته وشخصيته الكبيرة وعزمه على استعادة الكرات المقطوعة وقدرته على تشتيت لعب المنافس وحتى صناعة اللعب جعلت الجميع يقف أمام تلك الصفقة التي لا تقل نجومية وتأثيرًا عن كتيبة النجوم الموجودة.

جسّد لاعب الوسط ما يريد كل ما يريد أن يراه آي مشجع في لاعب كرة القدم، شخص يسعد بالتضحية وأي فرصة للمجد الشخصي لتعزيز فرص فريقه في النجاح.

حتى أن جماهير يونايتد منحته لقب حصل على "Three Lung Park" بمعنى بارك صاحب الثلاث رئات بسبب معدل عمله الاستثنائي وقدرته على الجري طوال 90 دقيقة كاملة في كل مباراة. وهو ما منحه أحترام الجميع سواء مدربه وزملائه والجماهير أو حتى وسائل الإعلام والمنافسين.

لاعب المواعيد الكبرى وقاهر الضغط

لم يكن بارك يشارك بصفة منتظمة، لكن السير أليكس فيرجسون اعتمد عليه في المباريات الكبيرة.

في حين أن بعض لاعبي كرة القدم يتراجعون تحت الضغط في المباريات الكبرى، كان بارك دائمًا يتألق في هذه المواقف، وأصبح لاعب يونايتد الأبرز في المواجهات الكبرى.

وجاءت بعض أفضل عروضه في مسيرته مع يونايتد في الطريق نحو نهائي دوري أبطال أوروبا 2008 عندما لعب كل دقيقة في دور ربع النهائي ونصف النهائي.

يمكن القول إن بارك كان أفضل لاعب في المباراة في مباراتي الذهاب والإياب من الفوز في مجموع المباراتين على برشلونة حيث غطى كل قطعة من العشب مع يونايتد.

كما اكتسب بارك سمعة طيبة في تسجيل الأهداف عندما كان الأمر مهمًا للغاية، حيث هز الشباك في فرق ميلان وليفربول وتشيلسي خلال السنوات السبع التي قضاها في أولد ترافورد.

ومع ذلك، كان أرسنال هو الذي يبدو دائمًا أنه يخرج أفضل ما في بارك، مع خمسة من أهدافه الـ27 طوال مسيرته مع يونايتد سجلها ضد أرسنال.

في عام 2009، كان يونايتد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا مرة أخرى، وبينما كان هدف رونالدو ضد أرسنال قد خطف الأضواء، كان بارك هو الذي يستحق الثناء.

بعد تسجيله هدف المباراة الافتتاحي لمانشستر يونايتد، كان أيضًا في قلب الهدف الثالث لمانشستر يونايتد، حيث لعب دورًا داعمًا أساسيًا أظهر فيه نكران كبير الذات.

بدأ الكوري في التحرك، وتقدم بقوة في نصف آرسنال، ومرر لـ روني على الجهة اليسرى ثم ترك رونالدو يقوم بالباقي.

لاعب المواعيد الكبرى وقاهر الضغط

لم يكن بارك يشارك بصفة منتظمة، لكن السير أليكس فيرجسون اعتمد عليه في المباريات الكبيرة.

في حين أن بعض لاعبي كرة القدم يتراجعون تحت الضغط في المباريات الكبرى، كان بارك دائمًا يتألق في هذه المواقف، وأصبح لاعب يونايتد الأبرز في المواجهات الكبرى.

وجاءت بعض أفضل عروضه في مسيرته مع يونايتد في الطريق نحو نهائي دوري أبطال أوروبا 2008 عندما لعب كل دقيقة في دور ربع النهائي ونصف النهائي.

يمكن القول إن بارك كان أفضل لاعب في المباراة في مباراتي الذهاب والإياب من الفوز في مجموع المباراتين على برشلونة حيث غطى كل قطعة من العشب مع يونايتد.

كما اكتسب بارك سمعة طيبة في تسجيل الأهداف عندما كان الأمر مهمًا للغاية، حيث هز الشباك في فرق ميلان وليفربول وتشيلسي خلال السنوات السبع التي قضاها في أولد ترافورد.

ومع ذلك، كان أرسنال هو الذي يبدو دائمًا أنه يخرج أفضل ما في بارك، مع خمسة من أهدافه الـ27 طوال مسيرته مع يونايتد سجلها ضد أرسنال.

في عام 2009، كان يونايتد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا مرة أخرى، وبينما كان هدف رونالدو ضد أرسنال قد خطف الأضواء، كان بارك هو الذي يستحق الثناء.

بعد تسجيله هدف المباراة الافتتاحي لمانشستر يونايتد، كان أيضًا في قلب الهدف الثالث لمانشستر يونايتد، حيث لعب دورًا داعمًا أساسيًا أظهر فيه نكران كبير الذات.

بدأ الكوري في التحرك، وتقدم بقوة في نصف آرسنال، ومرر لـ روني على الجهة اليسرى ثم ترك رونالدو يقوم بالباقي.

رجل فيرجسون المخلص

"الشيء الرائع في بارك هو أنه أحد أفضل المحترفين لدينا في الفريق. لقد كان رائعًا حقًا، وخاصة في المباريات الكبيرة. أحببت أن أشركه في المباريات الكبيرة. سجل أهدافه أمام أرسنال خير مثال على ذلك" هكذا وصفه السير أليكس.
بينما قال عنه بول سكولز: "إنطباعي عنه هو أنه الجندي المخلص للمدير الفني. كان السير أليكس يعطيه تعليمات دقيقة وسيتبعها بدقة وينفذها بحذافيرها".

يستغرق الأمر الكثير لكسب ثقة فيرجسون، لكن الاسكتلندي كان يعلم أن بارك لن يخذله أبدًا.


 

أول كوري جنوبي يعمل بالطاقة النووية في التاريخ!

لم يلجأ فيرجسون كثيرًا للرقابة الفردية لإيقاف لاعبي المنافس، لكنه اضطر إلى إجراء استثناء في عام 2010.

قبل مباريات مانشستر يونايتد في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، حدد مدرب الشياطين الحمر أندريا بيرلو باعتباره اللاعب الرئيسي الذي يجب رقابته بسبب قدرته على التحكم في سير المباراة.

وكلف فيرجسون بارك بهذه المهمة وثبت أن هذا التكتيك كان بمثابة ضربة عبقرية حيث أصبح بارك بمثابة ظل بيرلو، ولم يمنح الإيطالي أبدًا ثانية للظفر بالكرة. أينما ذهب بيرلو، تبعه بارك.

وبغض النظر عما حاول بيرلو، بدا بارك دائمًا أنه يتقدم بخطوة واحدة. ونجح يونايتد في الفوز بنتيجة 7-2 في مجموع المباراتين.

قال بيرلو في سيرته الذاتية عن بارك: "لا بد أن بارك كان أول كوري جنوبي يعمل بالطاقة النووية في التاريخ ... كان يركض بسرعة في أرضية الملعب بسرعة الإلكترون. لقد برمجوه لإيقافي. كان تفانيه في المهمة مؤثرًا. على الرغم من أنه كان نجمًا كبيرًا - إلا إنه لم يمانع في أن يتحول لكلب حراسة لمراقبتي".
ندم أليكس الأكبر؟
تحدث السير أليكس عن أن أحد أكثر الأشياء التي مازال يشعر بالندم عليها حتى الأن في مسيرته هي عدم إشراك بارك في نهائي 2011، وقال المدرب الأسكتلندي: ""كان يجب أن أقوم بتبديل بين الشوطين وأن أضع جي سونج بارك في مواجهة ميسي. كان هذا خطأ مني، كنت سأفعل ذلك بين الشوطين، ثم قلت، 'حسنًا ، لقد تعادلنا قبل نهاية الشوط الأول، قد يرون المباراة بشكل مختلف، وقد نتطور بشكل أفضل. لكني خسرت نهائي ويمبلي لأني لم أقم بهذا التبديل. لقد كنا في الواقع جيدين جدًا في الدقائق العشر الأخيرة من ذلك الشوط كان من الممكن أن نكون في المقدمة لكن إذا لعب بارك ضد ميسي، أعتقد أننا كنا سنهزمهم".
لم يكن هذا هو ندم فيرجسون الوحيد بشأن بارك فقد عبر عن ندمه أيضًا لعدم ضمه لقائمة فريقه في مواجهة تشيلسي في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2008، وهو الأمر الذي وصفه بارك بإنه كان أكثر لحظة مؤلمة وحزينة له مع يونايتد والتي جعلته يشعر بالحزن والغضب. 

وداع - مع عودة!
في عام 2012 غادر بارك فريق مانشستر يونايتد إلى كوينز بارك رينجرز في فترة لم تستغرق سوى عامين أعلن بعدها إعتزاله كرة القدم في 2014 بسبب مشاكل في ركبته وقال بعدها عن هذا الأمر: "سوف أترك كرة القدم بلا أي ندم، حققت كل ما أريده واستمتعت بممارسة اللعبة".
بعد الإعتزال، توجه بارك لدراسة الإدارة والقانون والعلوم الإنسانية للرياضة في جامعة دي مونتفورت في ليستر، ثم وسع تعليمه ليشم تطوير اللاعبين، ولهذا عاد إلى مانشستر في 2018 ليتعلم عن إدارة وتطوير اللاعبين.
وفي الخامس من أكتوبر من عام 2020 وفي المباراة أمام إيفرتون وبحضور الرجل الذي طالما وثق فيه السير أليكس فيرجسون، تم تنصيب بارك سفيرًا لمانشستر يونايتد في آسيا لتستمر العلاقة والمسيرة بين الشياطين الحمر واللاعب الكوري لخلق فصل جديد من النجاحات ليونايتد خارج الملعب.



 

موصى به: