أكسيل توانزيبي

جاهز للتحدي :United Unscripted

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٩ ١٥:٣٨

لا يمكنني أن أنسى تلك اللحظة عندما كنت صغيرًا وعلمت من أحد كشافي المواهب برغبة مانشستر يونايتد في التعاقد معي؛ وقتها سألت نفسي: "هل هذا يحدث حقًا؟".

لم أستوعب الأمر في البداية، فأنا لم ألعب بشكل جيد في المباراة التي شاهدني فيها، ولكن فجأة وجدت مانشستر يونايتد يدعونني للانضمام إلى النادي.

بعد ثوانٍ قليلة، اتخذت قراري.

حسنًا، أنا جاهز لهذا التحدي.

هيا بنا.

طلبت من كشاف المواهب أن يتحدث مع مدربي ويقوم بتنسيق كافة الأمور معه، ومنذ ذلك الحين، أصبحت لاعبًا في مانشستر يونايتد ووضعت التواجد مع الفريق الأول نصب عيني.

أعتقد أن حلم كل لاعب شاب هو الوصول إلى الفريق الأول واللعب كل أسبوع. عليك أن تؤمن بقدراتك، وإلا فما الهدف من تواجدك في الفريق؟

بالطبع عندما تكون لاعبًا صغيرًا، فأنت لا تعرف كل شيء، لذا عليك أن تتعلم الكثير من الأمور رويدًا رويدًا. وبالنسبة لي، لقد تعلمت الكثير منذ يومي الأول في يونايتد.


أكسيل توانزيبي يقول

"قلت في الماضي إنني أريد أن أكون قائد يونايتد في أحد الأيام وأساعد الفريق".

في البداية، عليك أن تنظر إلى اللاعبين الكبار الذين تواجدوا في النادي من قبلك. أعتقد أن جميع اللاعبين عليهم معرفة تاريخ يونايتد، خاصة اللاعبين الشباب، لأن ذلك يعطيهم أملًا وإيمانًا بقدرتهم على الوصول إلى الفريق الأول. لنلقي نظرة على فريق يونايتد عام 1992 على سبيل المثال، من كان يظن أن 8 أو 9 لاعبين في نفس العمر تقريبًا سيصلون إلى الفريق الأول؟ لقد كان أمرًا رائعًا. رأيت في العديد منهم مثلًا أعلى لي عندما كنت صغيرًا، ثم جاء رونالدو بعد ذلك. بالنسبة للمركز الذي ألعب فيه، فلطالما لفت أنظاري ريو فيرديناند ونيمانيا فيديتش. لقد شكلًا شراكة دفاعية مثالية، وكانا دائمًا ما يدعمان بعضهما البعض ويعملان سويًا بطريقة رائعة، كما كانا قائدين كبيرين داخل الملعب.

لطالما كنت معجبًا باللاعبين الذين يمتلكون شخصية قيادية في الملاعب. لقد قلت من قبل أنني أود أن أكون قائدًا لمانشستر يونايتد يومًا ما، ولا يزال هذا أحد أهدافي حتى الآن. لا أقول أنني أسعى للقيادة، ولكن أعتقد أنني أمتلك هذه الصفة بداخلي. أحرص دائمًا على التأكد من سلامة من حولي، خاصة عائلتي.

عندما كنت صغيرًا، كان بعض زملائي يأتون إليّ لطلب نصيحتي وقتما واجهتهم بعض المشاكل. كنت أحافظ على سرية حديثي معهم، وكنت أحاول دائمًا تقديم أفضل نصيحة لهم في تلك المواقف. أعتقد أنني ورثت ذلك عن أبي، فهو يحرص دائمًا على التأكد من أن كل الأمور تسير على ما يرام، لذلك أعتقد أن هذه طبيعتي.

لقد تلقيت العديد من النصائح المهمة والمفيدة من عدد كبير من الأشخاص خلال فترة تواجدي في يونايتد. مايكل كاريك، على سبيل المثال، ساعدني كثيرًا. إنه أحد أكثر الأشخاص احترافية وأكن له الكثير من الاحترام وأريد أن أسير على نهجه.

لعبت تحت إدارة نيكي بات أيضًا – لاعب آخر فاز بكل شيء تقريبًا مع يونايتد – وكان من الجيد بالنسبة لي أن أستمع لنصائحه في ما يخص حياتي كلاعب كرة.


أكسيل توانزيبي يقول

"أنت لا تهتم من يلعب ضدك، حتى في التدريبات. هذا الرجل ليس هنا ليكون صديقك؛ إنه يحاول أن يأخذ مكانك".

لقد تدربت ومازلت أتدرب تحت إمرة مدربين كبار كان لهم تأثير إيجابي كبير على أدائي داخل الملعب. لازلت أتذكر الحصص التدريبية التي كنت أشارك فيها وأنا في الحادية عشرة من عمري. في بعض الأحيان أجلس لأتأمل مسيرتي حتى الآن وكيف لعبت في فريق الشباب وأول سنة لي مع الفريق الرديف. عندما كنت مع فريق الشباب مع المدرب بول ماكوينيس، كنت ألعب بطريقة مختلفة عن تلك التي تعودت على اللعب بها في صغري، فأصبحت أكثر ثقة وتحسن تحكمي في الكرة وما إلى ذلك.

في سنتي الأولى مع الفريق الرديف مع وارين جويس، تعلمت أن أكون أكثر قوة وشراسة وأن أبذل أقصى ما لدي بغض النظر عن ماهية المنافس، وحتى في التدريبات.

تعلمت أن زميلي الذي يلعب في نفس مركزي ليس هنا ليكون صديقًا لي، وإنما لمنافستي على التواجد في تشكيل الفريق.

كان دائمًا ما يقول لي عن زملائي المهاجمين: "إنهم ليسوا هنا ليساعدوك؛ إنهم يحاولون تسجيل هدف في مرمى فريقك، فلم تكون لطيفًا معهم؟"

هذه الطريقة في التعامل مع الأمر جعلتني أكثر قوة وحرصًا على منع استقبال مرماي للأهداف. بالطبع لم أتعلم تعمد إيذاء الخصوم، ولكنني بت حريصًا على تحقيق فريقي للفوز بأي شكل. هذا هو المقصد من الأمر، أليس كذلك؟

يجب عليك أن تركز على التطور كلاعب لكي تصل إلى أفضل نسخة منك كل يوم وعدم القلق بشأن اللاعبين الآخرين لأنهم يرحلون ويأتي غيرهم دائمًا. إذا لم تفعل ذلك وانشغلت بأمور أخرى بعيدًا عن تركيزك على الاهتمام بنفسك كلاعب، فستجد نفسك تسير في طريق مختلف ينتهي بخروجك من النادي.

لقد بذلت مجهودًا كبيرًا للوصول للفريق الأول، ولازلت أتذكر أول حصة تدريبية لي مع نجوم يونايتد. كنت ألعب في فريق تحت 18 عامًا آنذاك بصحبة ماركوس راشفورد وديفونتي ريدموند ويومها قررنا الذهاب لمشاهدة تدريب الفريق الأول، ثم اشتركنا في تقسيمة صغيرة ضدهم.

كانت هذه إحدى أصعب الحصص التدريبية التي شاركت فيها طوال حياتي.


أكسيل توانزيبي يقول

"الحياة في الفريق الأول صعبة. عليك أن تكون حاضرًا في كل شيء. إذا كنت تعاني من عيوب في مناطق معينة، فقد يكلفك ذلك موقفًا ما. يجب أن تصب تركيزك على الكرة".

لقد اتسمت بالسرعة والقوة الكبيرة، ووجدت نفسي أتدرب في مستوى مختلف كثيرًا عما تعودت عليه. لم يحاول نجوم الفريق الأول أن يتساهلوا معنا لأننا كنا أصغر منهم. هذا لم يحدث على الإطلاق، بل على العكس، كانوا أكثر شراسة!

أدركنا وقتها أن هذا سيعود علينا بالنفع لكي نعي ماذا يتطلبه أمر اللعب في أولد ترافورد أمام خصم قوي يريد أن يلحق بك الهزيمة، لذا أعتقد أنها كانت تجربة هامة للغاية بالنسبة لي.

في ذلك اليوم، رأينا بأعيننا ماذا علينا أن نفعل لنصل إلى مرادنا. لقد اختبرنا الأمر بأنفسنا وهذا جعلنا نطمح للقيام بالمزيد.

شعرت بالأمر ذاته عندما تواجدت في قائمة الفريق الأول في مباراة ضد كريستال بالاس. للأسف، لم أحظ بفرصة المشاركة في المباراة، ولكنها كانت تجربة قيمة بكل تأكيد. كل شيء كان مذهلًا؛ المشاركة في التدريبات الإحمائية للمباراة ومشاهدة اللاعبين يستعدون للعب كان أمرًا مثيرًا للغاية، فالجميع هنا يفعلون ذلك باحترافية كبيرة، ويساعدون بعضهم البعض لتحقيق النتيجة المرجوة في النهاية. لقد ساعدني التواجد مع الفريق الأول في معرفة الأسلوب الأمثل للتحضير للمباريات، كما أدركت ما عليّ فعله لكي أصبح لاعبًا كبيرًا وأسير في الطريق الصحيح لتحقيق أهدافي.

خطوت خطوة كبيرة في مسيرتي عندما بدأت في المشاركة في المباريات مع الفريق الأول في النصف الثاني من موسم 2016-2017. لم تكن الحياة سهلة في هذه الفترة بالنسبة لي، فكان عليّ أن أرفع النسق في كل شيء. كنت أعلم جيدًا أنه ليس هناك مجال للخطأ وأنني يجب عليّ أن أتحكم في الكرة بشكل جيد.

سقف التحدي مرتفع دائمًا في الفريق الأول، ولكنني كنت أتقبل الأمر، فالوصول لهذه المرحلة كان إنجازًا هائلًا لي ولعائلتي. لقد حققت ما كنت أصبو إليه وهذا غير من طريقة نظرنا للأمور فيما بعد.

كنت أقول لنفسي: "هذا حقيقي. أنت لاعب في الفريق الأول الآن".

هنالك بدأ العمل الشاق.


أكسيل توانزيبي يقول

"الآن أريد المزيد من الفرص لإظهار ما يمكنني فعله في يونايتد. أريد أن ألعب بانتظام مع هذا النادي، وأعتقد أن هذا ممكن للغاية".

سأظل دائمًا أتذكر المباراة الأخيرة لنا في ذلك الموسم عندما منحني جوزيه مورينيو فرصة المشاركة أساسيًا بجانب تيم فوسو-مينساه. كنا نواجه كريستال بالاس ذلك اليوم وكانت تشكيلتنا تضم العديد من اللاعبين الشباب، ويومها طلب مني المدرب أن أقوم بتحفيز زملائي الصغار للدخول في أجواء المباراة. آنذاك، كنت أقود فريق يونايتد تحت 18 عامًا منذ عام تقريبًا وكنت معتادًا على تحمل هذه المسؤولية، لذلك قلت لهم:

إنهم بشر مثلنا ولا يأتون من عالم آخر. ليس هناك ما يميزهم عنا. عليكم أن تلعبوا بالطريقة التي تعودتم عليها وأن تحافظوا على تركيزكم ولا تنشغلوا بهم.

يومها حققنا الفوز بهدفين نظيفين.

لقد أضافت لي هذه المباراة الكثير، وعندما أعود بالذاكرة لذلك اليوم، أشعر بالفخر والرغبة في تقديم الأفضل.

لطالما كانت رغبتي في يونايتد هي الحصول على أكبر عدد من دقائق اللعب واستغلال فرصة المشاركة في المباريات الاستغلال الأمثل. أحاول دائمًا الحفاظ على هدوئي والقيام بواجباتي على أكمل وجه وإظهار إمكانياتي الحقيقية وإقناع المدرب بقدرتي على اللعب في القادم من مباريات.

في الموسم الماضي، لعبت لأستون فيلا على سبيل الإعارة، وهذا الجزء من مسيرتي سيظل عالقًا في ذاكرتي إلى الأبد. لقد خضت بعض التجارب التي لا تنسى وتعلمت الكثير خلال الفترة التي قضيتها هناك. كنت سعيدًا جدًا بإنهائنا للموسم كأبطال للدوري والعودة إلى البريميير ليج، وهذا أعطاني دفعة قوية لأقدم المزيد. أحتاج الآن لفرص أكبر لكي أثبت جدارتي باللعب في مانشستر يونايتد. أريد أن ألعب باستمرار لهذا النادي، وأعتقد أنه هناك إمكانية كبيرة لتحقيق ذلك.

أعتقد أن المدرب يؤمن بقدرة اللاعبين الشباب على قيادة الفريق للعودة لتحقيق الانتصارات. الهدف الحالي هو تكوين فريق يتمتع بعقلية الفوز ومن ثم نقلها إلى الأجيال الأصغر سنًا. الفريق الحالي يتميز بمعدل أعمار صغير، ولكننا نتبنى الشعار التالي: "إذا أجدت بشكل كافي، فأنت ناضج بشكل كافي".


أكسيل توانزيبي يقول

"اللعب في أولد ترافورد، مع أفراد عائلتي وأصدقائي يشاهدون، هذا كل ما تتمناه. حدوث بذلك بانتظام هو التحدي التالي. لقد كنت أتدرب طوال حياتي من أجل هذا وأنا مستعد لذلك".

هناك منافسة كبيرة بين اللاعبين في مانشستر يونايتد، وهذه ظاهرة صحية لأن ذلك يدفعك لتقديم أفضل ما لديك دائمًا. كل لاعب يشكل إضافة للفريق وسنحتاج لقائمة قوية هذا الموسم. نريد أن ننافس على المراكز الأربعة الأولى في الدوري والعودة للفوز بالألقاب، وأعتقد أننا نتمتع بالعقلية المناسبة لتحقيق هذه الأهداف. أمامنا جدول مزدحم بالمباريات وأنا واثق من أن الجميع سيحصلون على فرصة اللعب. لدينا فريق جيد والإيجابية تطغى على الأجواء هنا. الجميع مستعدون للعمل بجد ومساعدة بعضهم البعض من أجل مصلحة الفريق.

لقد عقدنا اجتماعًا – أنا والمدرب والجهاز الفني – واتفقنا على بقائي والاستمرار في التطور هنا بدلًا من الخروج على سبيل الإعارة من جديد. لطالما كانت رغبتي هي اللعب ليونايتد، وأعتقد أنه من الأفضل لي، خاصة في الوقت الحالي، أن أبقى هنا وأن أقاتل للحصول على فرصة المشاركة في المباريات. النادي يمر بفترة تشهد العديد من التغييرات وإعادة البناء، والمدرب يريد ضخ وجوه جديدة في الفريق ولديه ثقة كبيرة في اللاعبين الشباب. لقد أظهر ثقته بي في الفترة التحضيرية والآن عليّ العمل بجد أكثر لكي أستمر في نيل هذه الثقة. أشعر بارتياح لعلمي بأنني لدي دور مهم لألعبه مع الفريق، ويجب عليّ أن أثبت جدارتي بالتواجد والاستمرار هنا لفترة طويلة.

مانشستر يونايتد هو بيتي. أتعلم؟ أن ألعب في أولد ترافورد أمام أعين عائلتي وأصدقائي، فهذا هو كل ما أتمنى في الحياة. هدفي القادم هو القيام بذلك بصفة مستمرة. لقد تدربت طوال حياتي من أجل هذا الهدف وأنا جاهز للتحدي.

هيا بنا.

 

هل قرأت هذا عبر تطبيقنا؟ إذا لم تقم بذلك، فقد أضعت منك العديد من الموضوعات الحصرية التي لن تجدها على موقعنا. قم بتحميل تطبيقنا الرسمي.

موصى به: