السير

اللحظات الأخيرة في وداع السير أليكس فيرجسون

الجمعة ١٩ مايو ٢٠٢٣ ١٦:١٨

كان التعادل 5-5 أمام وست بروميتش في مثل هذا اليوم من عام 2013، الظهور رقم 1500 للسير أليكس فيرجسون مع مانشستر يونايتد، والأخير له كمدرب للشياطين الحمر.

لاستذكار والاحتفال بهذا اليوم التاريخي، تحدث ستيوارت جاردنر من MUTV مع ثلاثة لاعبين سابقين لمانشستر يونايتد هم توم كليفرلي وجوني إيفانز وعدنان يانوزاي، لإلقاء نظرة على المباراة والاحتفالات التالية لها.

لعب كليفرلي وإيفاز في مباراة هاوثورنز المليئة بالإثارة، بينما تواجد يانوزاي في قائمة الفريق للمرة الأولى وهو في الثامنة عشر من عمره.

في الأسطر التالية ستجد ما يتذكره الثلاثي حول الأحداث الأخيرة للسير بما في ذلك اللحظة التي اكتشفوا فيها قرار اعتزاله.

عندما علمت قائمة الفريق بقرار الرحيل والاعتزال

كانت أنباء اعتزال السير أليكس فيرجسون مفاجئة للكثيرين بما في ذلك لاعبي يونايتد آنذاك، والذين عرفوا الخبر أثناء يوم خيري في الجولف، ثم تم تأكيده في غرفة خلع الملابس لاحقًا بكارينجتون.

إيفانز: كنا جميعًا نلعب الجولف عندما أتت الأخبار، كان اللاعبون يلعبون ضد الطاقم الفني. كان شعورًا مفاجئًا وسيراليًا، ولكن أعتقد أننا جميعنا ندرك أنه سيأتي اليوم الذي ينتهي فيه ذلك (مسيرة السير). لم توجد أي علامة على الإطلاق على أن السير يفكر في الاعتزال، في عقلك تفكر بأنه سيبقى للأبد، لم أكن أعرف أي شيء آخر سوى أن السير أليكس هو مدرب مانشستر يونايتد. كان من الصعب قياس أي شيء سيحدث بعد ذلك، فلم تكن لدينا خبرة بأي شيء سوى السير أليكس.

كليفرلي: كانت فترة غريبة. أتذكر أنني كنت ألعب الجولف مع واين روني في دونهام وبدأت الشائعات تسير في الأرجاء بأن المدرب سيعتزل. الجميع كانوا مصدومين، لقد جاء الخبر من الفراغ. كان من المنطقي أنه أراد الاعتزال وهو في القمة، فقد خسرنا الدوري في الموسم السابق في ظروف مؤسفة، لذلك لا بد من أنه كان شعورًا رائعًا بالنسبة للمدرب بأن نحقق الدوري بفارق 11 نقطة في العام التالي، ومن الواضح أنه شعر بأن هذا هو التوقيت الصحيح له لإنهاء مسيرته.

جمع الفريق بأكمله في غرفة خلع الملابس بكارينجتون لإعلان اعتزاله. كان الأمر عاطفيًا للغاية بالنسبة للاعبين الذين لعبوا معه لأكثر من 15 عامًا أو لأشخاص مثلي كانوا في النادي منذ أن كان عمرهم 12 عامًا، فلم نعرف قائدًا غيره. لم يكن مدربًا عاديًا، لقد ناقش أول عقد احترافي لي، وكان له تأثير كبير في أين ذهبت أثناء إعارتي، هو وبول مكجوينيس كانا أكثر من أثرا في مسيرتي، لذلك كان شعورًا عاطفيًا دائمًا داخل غرفة خلع الملابس.

يانوزاي: كنت حزينًا للغاية لأنني كنتي لتوي أبدأ مسيرتي تحت قيادته. كانت صدمة، ليست لي فقط بل لعالم كرة القدم كله، ولكنني كنت سعيدًا لكوني جزءًا من آخر مباراة له وأن أكون موجودًا في هذا الحدث.

المباراة الأخيرة في أولد ترافورد

قوبل السير أليكس باحتفاء شديد لدى دخوله إلى ملعب أولد ترافورد في آخر مبارياته كمدرب لمانشستر يونايتد هناك، وأقيم ممر شرفي له من اللاعبين، أما المدرجات فلم تتوقف عن الهتافات والتصفيق الصاخب للمدرب الأسطوري.

تقدم تشيشاريتو ليونايتد ثم تعادل ميتشو، وبالطريقة التقليدية، نجحت كتيبة فيرجسون في تحقيق الفوز بشكل درامي بإحراز ريو فيردناند الهدف الثاني في 87.. في "فيرجي تايم"!

رفع السير أليكس فيرجسون لقب الدوري الإنجليزي الممتاز رقم 13 له بعد الاحتفال بالفوز في المباراة، ثم وجه كلمة إلى الجماهير قال فيه "كنتم أروع تجربة في حياتي".

إيفانز: كل ما أتذكره هو هدف ريو، لقد أحب طريقة الاحتفال (السير). بعد ذلك قام المدرب بالحديث للجماهير، أنت حقًا لا ترى هذه اللحظات كثيرًا في مسيرته، تشعر بأنك كنت جزءًا من شيء عظيم. كنا أبطالًا لأفضل جزء في الموسم، قضينا بعض السهرات واحتفلنا كثيرًا.

كليفرلي: جن جنونا عندما سجل ريو وقد عنا الكثير لنا أن نجعل المدرب يفوز بآخر مباراة له في أولد ترافورد. صورة الممر الشرفي لا تزال منتشرة في كل مكان، كان من دواعي فخري أن أكون جزءًا من ذلك، وما يجعلني أكثر فخرًا أن أكون جزءًا من آخر مباراة للمدرب في الأسبوع التالي.
 

وداع عاطفي وممتع

التقى مانشستر يونايتد بوست بروميتش، وانتهت المباراة الكلاسيكية بالتعادل 5-5، وهي أكثر مباراة شهدت أهدافًا في مسيرة فيرجسون مع الشياطين.

أراد السير أن تشهد مباراته الأخيرة انتصارًا لفريقه، إلا أن كرة القدم الهجومية التي قُدمت كانت تكريمًا مناسبًا للأسلوب الذي لعبت به فريقه طوال الوقت.

إيفانز: أتذكر أننا لعبنا بطريقة مختلفة مع تقدم الظهيرين، كانت طريقة هجومية خالصة، لقد أراد فقط أن يستمتع بالمباراة. الجو كان جميلًا وكانت أجواء احتفالية. أتذكر تحديدًا هدف أليكساندر بوتنر الذي جعل النتيجة 3-0. أتذكر أنني فكرت بأنه كان ينبغي أن نلعب بهذه الطريقة أكثر. أحرز لوكاكو هاتريك وهو بديل، كان لا يزال لاعبًا شابًا ولكن يا لها من قوة لديه، لقد غيّر المباراة تمامًا. أتذكر أنه أتى بعد المباراة وحاول تسليط الضوء على استقبالنا لخمسة أهداف. أراد من أعماقه أن يفوز، وكان هناك القليل من الحزن لدينا لأننا أنهينا المباراة بالتعادل. شعرت بامتياز المشاركة في المباراة الأخيرة للسير أليكس. تذكر الحب والاحترام والإعجاب الذي كان لدينا له وكان من الجيد جدًا أن أكون جزءًا من ذلك اليوم التاريخي.

كليفرلي: للأسف لم ننجح في الفوز. ولكن 5-5، لا أظن أنه حقق نتيجة مثل هذه من قبل، لذا كانت مباراة ذات طابع خاص لأن تكون مباراته الأخيرة. بدأنا المباراة بصورة لا تصدق، تقدمنا بثلاثة أهداف ولعبنا كرة قدم رائعة وكنا نمنحه وداعًا لائقًا. ولكن أتى لوكاكو وغيّر المباراة، لقد نزلت الملعب والنتيجة 5-3، على دكة البدلاء، كان المدرب ومايك بيلان، لم أرهما على الإطلاق في هذا الهدوء حول استقبالنا للأهداف. لم تكن نتيجة المباراة هامة مثل مباراة سوانزي بالأسبوع السابق، لم يشعر اللاعبون بالأسى كثيرًا لعدم الفوز في هذه المباراة، لأنه في بعض الأحيان قد يفضل المدرب مباراة كتلك عن الفوز 1-0. كان يعتزل، وكره الأداء الممل، أراد أن يُمتع فريقه الجماهير.

يانوزاي: كانت أول مرة أتواجد بها في قائمة الفريق الأول، سافرت سابقًا معهم في بعض المباريات الودية ولكن لم أخض أبدًا مباراة رسمية. قبل مباراة وست بروم، أخبرني مدرب الرديف وارن جويس بأنني سأكون مع الفريق الأول، لم أصدقه وظننت أنه يمازحني، ولكني كنت أؤدي بصورة جيدة مع فريق تحت 21 عامًا وكنت أتدرب كثيرًا مع الفريق الأول، لذا كنت سعيدًا حقًا بالذهاب. 

حاولنا الفوز بالمباراة، لقد كانت مباراة مجنونة. أتذكر رغبة اللاعبين في الفوز بآخر مباراة للسير أليكس، ولكن على الاقل كانت المباراة الأخيرة له مجنونة ستظل محفورة في الأذهان دائمًا. كان الأمر مجنونًا لي أيضًا، كنت على الدكة مع جيجز وسكولز وفيردناند وإيفرا وفيديتش. كنت مصدومًا وقلقًا بعض الشيء، كان الأمر مثل أنني هناك ولكني لست هناك! لكن هؤلاء اللاعبون ساعدوني دائمًا وكذلك ساعدوا كل اللاعبين الشباب. واين جويس دائمًا قال لي "عندما تذهب للفريق الأول لا تخاف" ولكن كانوا في غاية اللطف معنا ودائمًا ما ساعدونا. عادةً، لا أكون قلقًا عندما أكون في الملعب ولكن عندما كنت على الدكة، شعرت به لأن الوجود مع أولئك اللاعبين جنون! كنت خائفًا بعض الشيء أن أذهب لغرفة خلع الملابس لأنني أردت أن أبهرهم. أتذكر المباراة كما وكأنها كانت بالأمس، مباراة عظيمة للسير أليكس لتكون مباراة اعتزاله. 5-5 نتيجة مجنونة في كرة القدم.

نهاية حقبة

بإطلاق صافرة نهاية المباراة، أُسدل الستار على مسيرة أعظم مدرب في كرة القدم الإنجليزية.

توجه السير أليكس فيرجسون ومعه لاعبي مانشستر يونايتد لتحية جماهيرنا التي تكدبت عناء السفر كما هي العادة، وكانت اللحظة مؤثرة وخاصة للغاية.

إيفانز: يكون الأمر عاطفيًا عندما تتذكره، عندما تلعب، تحاول منع تلك المشاعر ولكن كانت هناك عدة مرات في ذلك الموسم كان الأمر عاطفيًا فيها. كانت هناك مباراة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، عندما كان يحاول إثارة الجماهير. كنت على مقاعد البدلاء واجتاحتني المشاعر، كانت لحظة مميزة للغاية. أشعر أنني محظوظ حقًا لأنني كنت جزءًا من الجزء الأخير من حياته المهنية. أفكر دائمًا في كوني طفلاً صغيرًا وكيف أثر عليّ، لقد كان ارتباطًا معه لمدة 15 عامًا، وقد اعتنى بنا طوال الطريق ومنحنا فرصًا في الفريق الأول.

كليفرلي: أتذكر أنني أصبت بالقشعريرة، كنا جميعًا نقف خلفه، أتذكر أنني كنت أفكر أن هذا أمر لا يصدق، وأن نهاية حقبة، لا يمكنك تلخيص قائدنا أفضل من وجود لاعبيه خلفه وجماهيره المحببة أمامه. من المحتمل أن تكون هناك 9 أو 10 لحظات في حياتك المهنية ستتذكرها دائمًا، وكان التصفيق له أمام جمهورنا في ملعب وست بروميتش أحد تلك اللحظات في نهاية تلك المباراة.

يانوزاي: أتذكر عندنا وقفنا جميعًا خلفه، كنا جميعًا نتحدث ونقول لماذا سيرحل؟ لقد أتى إلى غرفة خلع الملابس وهنأنا على المباراة، قال شكرًا لجميع من كان في غرفة خلع الملابس.

عائلة يونايتد

بعد مرور 10 أعوام على اعتزال السير، يبدو جليًا أن تأثيره لم يكن فقط على عالم كرة القدم، بل أيضًا في الحياة الشخصية للاعبين.

كانت لدى السير علاقات قوية ومتشابكة للغاية مع لاعبيه، أظهر من خلالها شخصيته الرائعة.

إيفانز: أتذكر أنني بعد المباراة فكرت في أنني أريد أن يوقع على قميصي، وفي الحافلة في طريق عودتنا، فكرت في أن أطلب توقيعه، آخر مرة قمت بذلك كان عمري 10 أعوام عندما التقيته للمرة الأولى. أتذكر أنني قلقت في الحافلة وذهبت للأمام لأسأله عن توقيعه. عندما تصل لسلم منزلك، تجد صورًا لحفل الزفاف والأطفال وستجد صورة لي ولزوجتي هيلين وللمدرب، أعتقد أنه جزءًا من عائلتي.

كليفرلي: إنه الوقت الذي تخبر أولادك وأحفادك عنه. نشأت في يونايتد، تسمع الكثير عن السير مات باسبي، وتعرف كم كان شخصية بارزة. أنا متأكد من أن السير أليكس سيكون له نفس التأثير على جيل ابني وجيل ابنه. لذا، لأكون قادرًا على إخبارهم أنني لعبت تحت قيادة السير أليكس وأنني لعبت بالفعل في مباراته الأخيرة، فهذا شيء أشعر بالفخر به حقًا.

يانوزاي: لا تقل أنها منذ 10 سنوات، سأشعر بأنني كبير في السن! الناس يظنون أنني في الثلاثينيات ولكني لا أزال 28 عامًا (يضحك). مرت العشر سنوات بسرعة كبيرة، أشعر وكأنها كانت بالأمس، الحياة تمر سريعًا حقًا. أنا فخور بالعمل تحت إمرة السير أليكس في التدريبات والمباريات الودية، أنا فخور للعمل مع واحد من أفضل المدربين على مر العصور.

بعد عشر سنوات، لا نزال جميعًا نحب السير أليكس

موصى به: