هندرسون

هندرسون يسير على خطى شمايكل

الإثنين ٠٨ مارس ٢٠٢١ ١٦:٣٩

عندما ننظر إلى إحصائيات دين هندرسون مع شيفيلد يونايتد، سنجد أنها غير منصفة لحارسنا الحالي.

إحدى نقاط تميز دين هندرسون هي توزيعه للعب وقدرته على إيصال الكرة لزملائه بيده لبناء الهجمات كما حدث في كرة الهدف الثاني ليونايتد في مرمى مانشستر سيتي بالأمس، والذي حمل توقيع لوك شاو.


وعلى الرغم من تميزه في هذا الجانب، تشير إحصائيات الموسمين اللذين لعب خلالهما لشيفيلد يونايتد على سبيل الإعارة إلى تفوق الكثير من الحراس الآخرين عليه في هذه النقطة، وهو الأمر الذي سيثير حنق أي شخص كان شاهدًا على تطوره في فرق الشباب في يونايتد.


في الواقع، لم يعتمد فريق المدرب كريس وايلدر على بناء اللعب من الخلف، ولذلك كان هندرسون يميل إلى لعب الكرات الطويلة باتجاه المهاجمين، وبالطبع تقل احتمالية نجاح هذه التمريرات مقارنة بالتمريرات القصيرة إلى أحد المدافعين أو ظهيري الجنب. ويمكن تأكيد هذه النظرية بالنظر إلى نسبة نجاح تمريرات حارس الفريق الحالي آرون رامسديل.


كنت حاضرًا في كينيلوورث رود لأشاهد هندرسون في المباراة الرسمية الأولى له مع الفريق الأول في سبتمبر، وشاهدت كيف كانت تمريرته الأولى للظهير الأيمن متقنة للغاية لتجعل أي صانع لعب فخورًا به.


كنت شاهدًا على تميز هندرسون في توزيع اللعب بيده منذ أكثر من خمس سنوات. في سبتمبر من عام 2015، وفي مباراة يونايتد ضد فولفسبورج في دوري أبطال أوروبا للشباب، أرسل هندرسون كرة طويلة بيده إلى ماركوس راشفورد، والذي انطلق باتجاه منطقة الجزاء ثم تحصل على ركلة جزاء نفذها بنفسه بنجاح.


بعدها جلست معه وسألته عما إذا كان يعلم كم كان الحارس الأسطوري بيتر شمايكل يتميز بدوره بتوزيع اللعب وإرسال الكرات الطويلة إلى ريان جيجز ولي شارب وأندريي كانشيليسكيس خلال فترة تولى السير أليكس فيرجسون مسئولية تدريب يونايتد.


أجابني قائلًا: "شاهدت فيديوهات عديدة لبيتر شمايكل على يوتيوب ومن الجيد أن تمتلك هذه المهارة كحارس مرمى. يمكنك تحقيق استفادة كبيرة منها، خاصة عندما تلعب مع لاعب بسرعة ماركوس. هذا يجعل الأمر أكثر سهولة، ولكني سأعمل على التطور أكثر".


في أحد أعداد مجلة Inside United عام 2015، كتبنا عن هندرسون: "حارس ممتاز يجيد التعامل مع الكرات العرضية ودائمًا ما يتحدث مع المدافعين، بالإضافة لمساهمته في بناء الهجمات بالكرات الطويلة".


وفي مباراة ديربي مانشستر ضد مانشستر سيتي بالأمس، برهن هندرسون على تميزه في توزيع اللعب مرة أخرى ومرر الكرة بيده إلى لوك شاو لينطلق الأخير باتجاه منطقة جزاء أصحاب الأرض، قبل أن يستقبل تمريرة من راشفورد ويسكن الكرة الشباك بيسراه محرزًا هدفنا الثاني.


وهكذا، يصبح الحارس الدولي قد ساهم في تسجيل الهدف الذي أكد تفوق يونايتد في المباراة وضمن لنا الخروج بالنقاط الثلاث أمام متصدر جدول الترتيب.


بخلاف المساهمة في الهدف الثاني، حافظ هندرسون على نظافة شباكه للمرة التاسعة هذا الموسم مع يونايتد، كما كان قد خرج بشباك نظيفة في ظهوره الأول مع المنتخب الإنجليزي في مباراة الفوز على جمهورية أيرلندا بثلاثية نظيفة في نوفمبر الماضي. كما أصبح أول حارس يحرم السيتي من زيارة مرماه على ملعب الاتحاد في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ الحارس روي باتريسيو في أكتوبر من عام 2019، وثاني حارس يخرج من نفس الملعب بشباك نظيفة في جميع المسابقات في نفس الفترة بعد ديفيد دي خيا في كأس كاراباو في الموسم الماضي.


وبانتصار الأمس، يصبح الحارس الواعد قد حافظ على نظافة شباكه للمباراة الرابعة على التوالي مع مانشستر يونايتد، وهو الأمر الذي من شأنه أن يكسبه المزيد من الثقة.


وبعد مباراة الديربي، نشر هندرسون صورة تجمعه بسكوت مكتوم��ناي، والذي كان بدوره ضمن الفريق الفائز على فولفسبورج في دوري أبطال أوروبا للشباب عام 2015.


إذا استطاع هندرسون أن يطور مهارته في توزيع اللعب أكثر ليصل إلى مستوى شمايكل فسيمثل سلاحًا جديدًا ليونايتد في الهجمات المرتدة كما كان الحال في فترة السير أليكس فيرجسون. ولا شك أن يونايتد يمكن أن يستفيد من هذه المهارة في المباريات التي يواجه فيها الفرق التي تتميز بتنظيمها الدفاعي الجيد.


بخلاف تميزه في حراسة المرمى، لا شك أن مهارة توزيع اللعب تضيف لهندرسون وليونايتد الكثير.


الآراء الواردة في هذا المقال تخص كاتبه فقط ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مانشستر يونايتد.


موصى به: