أولي جونار سولشاير

سولشاير البديل الذهبي - الحلقة الثالثة

الجمعة ١٧ مايو ٢٠١٩ ١٤:٤٩

عقب موسم صفري نادراً ما تعيشه جماهير مانشستر يونايتد، جاء موسم 1998/1999، ليكون الموسم الأنجح في تاريخ الشياطين الحمر. الموسم شهد الفوز بثلاثية تاريخية (الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا ودوري أبطال أوروبا)، ليصبح يونايتد أول نادي إنجليزي يحقق هذا الإنجاز.

قبل بداية الموسم رحل العديد من اللاعبين المخضرمين مثل براين مكلير وجاري باليستر والحارس كيفن بيلكينغتون والمهاجم جرايم توملينسون، الأمر الذي تسبب في زيادة قلق ومخاوف جماهير مانشستر يونايتد على الموسم الجديد، وهو الشعور الذي عززه خسارة الدرع الخيرية أمام أرسنال بثلاثية نظيفة.

لكن، كان لأولي جونار سولشاير ورفاقه رأياً آخر...

متسلحاً بما قدمه من أداء وما حققه من أرقام في الموسم السابق، دخل سولشاير إلى الموسم الجديد بهدف حصد الألقاب مع الشياطين الحمر. الفوز الأول تحقق في التاسع من سبتمبر، وكان لسولشاير دورا محوريا في تحقيقه. المباراة شهدت تقدم مباغت للضيف تشارلتون أثلتيك في الدقيقة 32، إلا أن سولشاير أدرك التعادل عقب 6 دقائق فقط، وكان هذا الهدف انطلاقة لفوز برباعية، سجل منها سولشاير الهدفين الأول والثالث ودويت يورك الهدفين الأخرين.

ربما لا يسجل سولشاير على الدوام الأهداف القاتلة أو تلك التي تحسم نتيجة المباراة، إلا أن أهدافه دائماً ما تكون مهمة وتقلب نتيجة المباراة. هذا ما حدث أمام الضيف ليدز يونايتد الذي هز شباك يونايتد مبكراً في الدقيقة 29، إلا أن سولشاير سجل هدفاً مهماً أنهى الشوط الأول بالتعادل، ما فتح الطريق أمام يونايتد للفوز 3-2.


خلال الفترة من آخر نوفمبر وحتى أول ديسمبر، كان جدول مباريات الفريق مكثفاً وصعباً، بخوض ثلاث مباريات من العيار الثقيل أمام المتصدر أستون فيلا وتوتنهام هوتسبير وتشيلسي، الثلاث مباريات انتهوا بالتعادل، ولكن مواجهة السبيرز لم يكن لها بطلاً سوى سولشاير الذي سجل هدفين في الدقيقتين 11 و18، قاد بهما يونايتد للتقدم على أصحاب الأرض وقتل المباراة مثلما ظن المتابعون وقتها، إلا أن طرد جاري نيفيل في الدقيقة 39، جعل توتنهام يتدارك الأمر وينهي المباراة متعادلاً بهدفين في الدقيقتين 70 و90.

استمر سولشاير في تسجيل الأهداف وصناعتها، حتى جاء يوم السادس من فبراير 1999، وتحديدا على ملعب نوتنجهام فورستن ليشهد ملحمة تاريخية سطرها النرويجي الدولي. المباراة حتى الدقيقة 80 كانت تشير إلى تقدم يونايتد 4-1، قبل أن يقرر سولشاير مضاعفة النتيجة بتسجيل أربعة أهداف في 10 دقائق! نعم هذا ما حدث بالفعل، البديل الذي شارك في الدقيقة 72 سجل أربعة أهداف في الدقائق 80 و88 و90 و93، ليكتب بهذا فصلاً جديداً في سجلات تاريخ يونايتد.


مقطع فيديو

عقب ذلك افتتح سولشاير التسجيل أمام إيفرتون ثم شيفيلد وينزداي، ليقود يونايتد للفوز 3-1 و3-0 على الترتيب، ويقترب يونايتد أكثر من تحقيق اللقب الذي حسمه بالفعل برصيد 79 نقطة، وبفارق نقطة وحيدة عن أرسنال الوصيف.

في كأس إنجلترا، خاض سولشاير مع يونايتد 8 مباريات بنسبة مشاركة 100%، لم يحرز سوى هدفاً واحداً، إلا أنه كان من أغلى الأهداف. المباراة كانت في الجولة الرابعة من الكأس، وكانت أمام الغريم الأزلي ليفربول.

مايكل أوين في الدقيقة الثالثة يصدم الجماهير على ملعب أولد ترافورد بالهدف الأول، لتظل المباراة معلقة حتى قيام فيرجسون بإشراك سولشاير في الدقيقة 81 بدلا من جاري نيفيل. الفتى النرويجي أشعل الملعب وجعل الكفة الهجومية تميل تجاه يونايتد، وبالفعل أسفر الضغط عن إدراك دوايت يورك التعادل في الدقيقة 88. لم تنتهي المباراة ولم يرفع القلم عن الدور البطولي لسولشاير، عقب دقيقتين من التعادل، تصل الكرة لأولي داخل منطقة جزاء ليفربول، ليقوم بتهيئتها على قدمه اليسرى ويطلق تسديدة أرضية سكنت الشباك وأعلنت يونايتد فائزاً.


مانشستر يونايتد واصل مشواره في البطولة، ليقصي فولهام ثم تشيلسي ثم أرسنال، وأكمل الملحمة بالفوز في النهائي على نيوكاسل يونايتد بهدفين دون رد، وهو الإنجاز الذي لم يكن ليتحقق من الأساس بدون هدف أولي.

ويقول سولشاير عن الهدف: "لم يكن لدي سوى ثلاث لمسات. لمسة واحدة لاستلام الكرة، ولمسة لتهيئتها ولمسة لتسديدها نحو المرمى من بين أقدام جيمي كاراجر. مهمتي كانت التواجد داخل منطقة الجزاء وما حولها. لم تكن مهمتي صنع الفرص لأي شخص آخر، كنت هناك فقط للحصول على الكرة وتسديدها".


مسك ختام الثلاثية كان التتويج بدوري أبطال أوروبا، وهي البطولة التي لم يسجل فيها سولشاير سوى هدفين، أولهما كان في مرمى بروندباي الدنماركي في دور المجموعات، والآخر كان في ليلة لا تنسى أمام بايرن ميونخ في أمسية شهدها ملعب كامب نو، وهي الليلة التي يطول الحديث عنها...

انتظرونا في الحلقة الرابعة من سولشاير البديل الذهبي.

موصى به: