روبن فان بيرسي

UTD Unscripted: كان هدفًا أشبه بالحلم

الخميس ٢٣ أبريل ٢٠٢٠ ٢٢:٢٥

لقد جئت إلى مانشستر يونايتد من أجل الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز.

وعندما تحين تلك اللحظة وتدرك أنك حققت الإنجاز الذي كنت تسعى إليه بالفعل، فلا يمكنك وصف روعة ذلك الشعور. أنت فقط تغمض عينيك وترفع ذراعيك، ولا تشعر بأي شيء سوى الاستمتاع. 
 
لقد مرت سبع سنوات على انضمامي لمانشستر يونايتد، ولكني عندما أعود بالذاكرة إلى الوراء، أتذكر أنني كنت سعيدًا للغاية منذ يومي الأول مع الفريق. كنت قد أنهيت انتقالي في آخر أيام سوق الانتقالات، ولعبت أول مباراة لي بعدها بأربعة أيام فقط ضد إيفرتون خارج الديار. أعتقد أنها كانت مباراة جيدة، ولكن بالطبع لم تكن الخسارة في أولى مبارياتي هي السيناريو الأفضل.  
 
 في الأسبوع التالي، لعبت أول مباراة لي في أولد ترافورد ضد فولهام وسجلت هدفًا جميلًا. دائمًا ما يكون رائعًا أن تفوز في أول مباراة لك أمام جماهير فريقك وأن تزور الشباك أيضًا. سعدت كثيرًا بذلك الهدف لأنني لم أكن أعلم كيف ستسير الأمور مع فريقي الجديد، لذا كان أمرًا جيدًا أن يأتي أول أهدافي مبكرًا.  
 
 كنت أبلغ من العمر 29 عامًا، وأعتقد أن هذا ما ساعدني على التأقلم سريعًا. لقد قضيت ثمان سنوات في إنجلترا قبل ذلك، لذا كنت متعودًا على أسلوب اللعب هناك. بالطبع لم يكن الأمر سهلًا لأنني كان عليّ أن أنسجم مع زملائي الجدد وما إلى ذلك، ولكنه كان أسهل بالمقارنة مع انضمامي لآرسنال قبل ثمان سنوات، حيث تعين عليّ تعلم لغة جديدة والتكيف مع العيش في بلد جديد.
يقول
عندما انتقلت ليونايتد، كان الفريق يضم بين صفوفه خمسة أو ستة لاعبين من أصحاب الخبرات الكبيرة. لاعبون أمثال كاريك وفيديتش وسكولز وفيرديناند وجيجز. 
 
لقد مثل ذلك نقطة تميز أخرى بالنسبة لي، لأنني كنت أحد أكبر اللاعبين في آرسنال، وهذا كان له متطلبات كثيرة. لم أحتج لبذل مجهود كبير خارج الملعب في يونايتد، لأن كل شيء كان يسير على ما يرام قبل مجيئي. كان اللاعبون أصحاب الخبرات يهتمون بكل شيء بإشراف مباشر ورائع من السير أليكس فيرجسون، لذا استطعت أن اتأقلم سريعًا مع الفريق وأن أستمتع باللعب وتسجيل الأهداف. 
 
كل ما كان عليّ فعله هو الاستمتاع باللعب فقط، وهذا ما فعلته. 
 
حسب ما أذكر، سجلت في ذلك الموسم 26 هدفًا، والفضل في ذلك يعود بنسبة كبيرة إلى زملائي. أن يمرر لاعبو الوسط الكرة للمهاجمين في التوقيت المناسب وبالسرعة المناسبة فهذا ليس بالأمر السهل، وفي ذلك الموسم استفدت من عدد كبير من التمريرات الرائعة. الأمر لا يقتصر على تسجيل الأهداف، لذا لا يجب أن ننسى الدور الكبير الذي لعبه هؤلاء اللاعبين. لقد كانوا رائعين للغاية وكانوا يبحثون عني باستمرار لتمرير الكرة إليّ لأسجل الأهداف.
يقول
كمهاجم، تسعد كثيرًا عندما تلعب بجوار لاعبين يجيدون صناعة اللعب، بالطبع لا يجب أن تصل كل كرة إليّ، ولكنه شعور جيد عندما تعلم أن من بين 5 مرات تريد الكرة أن تصل فيها إليك، ستصل بالفعل في 3 منها على الأقل.
 
على سبيل المثال، هل تذكرون تمريرة جيجز الحاسمة لي ضد ويست هام في كأس الاتحاد الإنجليزي؟ 
 
كنا متأخرين بهدفين لهدف في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع. وصلت الكرة إلى جيجز، وكانت تفصله عني 50 أو 60 ياردة...هذه مسافة كبيرة بالطبع، ولكن لأنه جيجز، علمت أنني أستطيع أن أركض في مكان مناسب واثقًا من قدرته على إيصال الكرة لي.
وهذا ما حدث بالفعل.  
 
 استلمت الكرة، ثم لمستها لمسة إضافية وسجلت هدف التعادل، لتكون هناك مباراة إعادة. في النهاية لم نفز باللقب، وكان هذا أمرًا محبطًا، ولكن تلك كانت لحظة مميزة للغاية. العمل الجماعي كان الطريق لتحقيق الأحلام، خاصة في ذلك الموسم. لقد عدنا في النتيجة في العديد من  المباريات، وعلى الرغم من ذلك استطعنا أن نحقق لقب الدوري قبل 4 جولات على نهاية المسابقة، وهذا يعكس الصورة الكاملة. لقد حافظنا على تركيزنا ولياقتنا الذهنية طوال الموسم.
 
كنا نقول لأنفسنا: "سنفوز باللقب في النهاية". حتى عندما كنا نتعثر في أي من المباريات، لم نتراجع. كنا نحافظ على هدوئنا، مدركين أننا سنعود لطريق الانتصارات من جديد.
يقول
كانت هذه هي طريقة تفكير السير أليكس فيرجسون. ربما سيسجل المنافس في مرمانا. هذا أمر قابل للحدوث. هذه هي كرة القدم. ولكن عندما يحدث ذلك، علينا أن نواصل الهجوم ونسجل هدفًا آخر لنتقدم من جديد. هكذا كانت نظرتنا، وهكذا يجب أن تكون عقلية لاعبي كرة القدم. لذلك حقق السير أليكس فيرجسون نجاحًا كبيرًا. 
 
 كان دائمًا ما يقول لنا: "أبهروني بأدائكم وردود أفعالكم. آمنوا بقدراتكم وساعدوا بعضكم البعض". لقد تحلى الفريق بأكمله بروح رائعة في ذلك الموسم.
 
كانت هناك العديد من اللحظات المميزة، ولكن أبرزها على الإطلاق كانت الليلة التي ضمنا فيها الفوز باللقب ضد أستون فيلا. عندما أعود بالذاكرة لأفضل اللحظات في مسيرتي، فبكل تأكيد ستحتل تلك الليلة مرتبة متقدمة للغاية.
 
كان مانشستر سيتي قد خسر أمام توتنهام قبل مباراتنا ضد أستون فيلا بيوم، وهذا كان يعني أننا سنفوز باللقب إذا نجحنا في تحقيق الفوز. كما ذكرت من قبل، لقد جئت إلى مانشستر يونايتد من أجل الفوز بلقب الدوري. كانت تلك هي الليلة المنتظرة. كنا نشعر وكأننا نلعب مباراة نهائية.
 
كان هذا واضحًا في أعين الجميع في صباح يوم المباراة. حتى في حالة خسارتنا، كانت ستتبقى لنا أربع فرص أخرى، ولكننا كنا نرغب في حسم الأمور في تلك الليلة أمام جماهيرنا وعدم الانتظار لوقت أطول.
 
في ذلك اليوم، سجلت الهدف الأول من كرة سهلة بعد دقيقتين فقط مستغلًا تمريرة من ريان جيجز، وعندئذ انتابنا جميعًا شعور واحد. حسنًا، يبدو أننا سنعيش يومًا جيدًا.
 
بعد الهدف الأول، بدأ جميع اللاعبين يشعرون أننا نسيطر على مجريات اللعب كما ينبغي. وعندما نظرنا في أعين لاعبي أستون فيلا، علمنا إيمانهم بأنهم لن يخرجوا من تلك المباراة بأي شيء.
يقول
قبل المباراة، دار حديث بيني وبين واين روني حول تفاهمنا في الملعب ومحاولة تمرير الكرة إليّ خلف مدافعي أستون فيلا. هكذا تستطيع أن تضرب دفاع الخصم. عندما تلعب بجوار لاعبين يمتلكون إمكانيات رائعة كروني وكاريك وسكولز – على الرغم من عدم مشاركته كثيرًا في ذلك الموسم – وكاجاوا، فأنت تعلم أنهم سيتمكننون من إيصال الكرة إليك تحت أي ظرف، وهذا شعور رائع بالنسبة لأي مهاجم. لذلك، كنت أتحلى بالإيجابية لأنني كنت أعلم أن تلك اللحظة سيحين وقتها. 
 
 كنا قد تدربنا على تلك اللعبة أيضًا...وكان من الضروري أن تجتمع عدة عناصر مهمة مع بعضها البعض منذ لحظة لمس روني للكرة.
 
أولًا، كان عليّ أن أركض في مساحة مناسبة. بعد ذلك، تعين عليّ أن أحسب خطواتي بدقة، خاصة الخطوة الأخيرة لأنها الأهم. بالطبع كان عليّ أن أنظر إلى الكرة لأتبين البقعة التي تسير باتجاهها، وقبل التسديد مباشرة، كان عليّ أن أنظر إلى المرمى بسرعة لأتأكد من موقعه وموقعي منه، وبطبيعة الحال، يجب أن تكون التمريرة متقنة.
 
كان الأمر أشبه بتسديد كرة الجولف. كان من الضروري أن نفعل خمسة أو ستة أشياء بكفاءة منقطعة النظير في هجمة واحدة: التمريرة، التحرك، الخطوات، التفاهم، والتوجيه. بالطبع، احتجت أن يحالفني الحظ أيضًا.
 
كل شيء سار على ما يرام في تلك اللحظة. كمهاجمين، دائمًا ما نتدرب على مثل هذه الكرات ونخطط لها، ولكن أن يتم تنفيذها بهذه البراعة وفي مباراة هامة كتلك المباراة، فهذا ما تحلم به.
بالنسبة لي، كان هدفًا أشبه بالحلم. 
 
 أن أسجل هاتريك في مباراة الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، فهذا أيضًا كان شيئًا من الخيال! بعد الهدف الثاني بدقائق، مرر جيجز الكرة لي مجددًا، ثم سددت الكرة لتصطدم بالعارضة وتعبر خط المرمى. كنت أشعر أن كل تسديدة لي في ذلك اليوم ستعرف طريقها نحو الشباك.
 
الهدف الثالث جاء بعد مرور نصف ساعة، لذا شعرنا أننا أنهينا المباراة مبكرًا. كنا فقط ننتظر صافرة النهاية. كان لدينا عدد كبير من اللاعبين أصحاب الخبرات، والذين عرفوا كيفية التعامل الأمثل مع الدقائق المتبقية...فقط لا تسمح للخصم بتسجيل هدف في مرماك حتى لا يعود الأمل إليه في العودة في النتيجة. لعبنا مباراة رائعة في ذلك اليوم.
 
كما كان الحال طوال الموسم، قدم الفريق أداءً جماعيًا رائعًا في تلك المباراة. الفضل في الفوز باللقب لا يعود للاعب واحد، وإنما لجهود كل اللاعبين، وليس فقط من شاركوا في المباريات بانتظام؛ فكان هناك تشيتشاريتو أيضًا على سبيل المثال...لم يكن يتواجد في التشكيل الأساسي باستمرار، ولكنه كان يصنع الفارق في كل مرة يدلف فيها إلى أرض الملعب، ولنا في مباراة تشيلسي خير مثال على ذلك.
 
اللاعبون الذين لم يشاركوا في المباريات كل أسبوع أيضًا لعبوا دورًا كبيرًا في الفوز بذلك اللقب. كل العناصر اجتمعت كما ينبغي، ولعب الفريق بروح عالية طوال الموسم. لم يخل الأمر من بعض المرح داخل غرفة الملابس وما إلى ذلك، ولكننا أظهرنا احترافية وجدية كبيرة في الأداء داخل الملعب. كل شيء سار كما خطط له.
 
لقد بذلنا جهدًا كبيرًا للغاية في ذلك الموسم، ولم نكن لنقبل بأي شيء سوى الفوز باللقب في النهاية. لذلك، عندما أطلق الحكم صافرة نهاية مباراتنا ضد أستون فيلا، شعرنا أن فوزنا باللقب كان مستحقًا بجدارة.
 
أنت فقط ترفع ذراعيك وتغمض عينيك وتستمتع باللحظة التاريخية.. لقد فعلناها.

موصى به: