رونالدو

في حضرة العبقري :UTD Unscripted

الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٩ ٢٠:٤١

في بعض الأحيان، تشعر أنك أمام أحد الأمور الاستثنائية.

عندما تركت رين للانضمام لإنتر عام 1998، لم أكن أعرف الكثير عن فريقي الجديد. كنت أعرف أسماء بعض اللاعبين، ولكن ليس جميعهم، ولم يمر وقت طويل قبل أن أدرك أن الفريق الذي أصبحت لاعبًا في صفوفه يمتلك قائمة جيدة للغاية.

كنت في العشرين من عمري آنذاك، وكان هناك العديد من اللاعبين الشباب الذين بدأ نجمهم في السطوع أمثال أندريا بيرلو وألفارو ريكوبا وكريستيانو زانيتي وسيباستيان فريي ونيكولا فينتولا وزومانا كامارا وعثمان دابو، صديقي المقرب، وجميعهم كانوا رائعين، ثم كان هناك اللاعبين الكبار...

روبيرتو باجيو وجوسيبي بيرجومي ودييجو سيميوني وخافيير زانيتي وباولو سوزا وتاريبو ويست ويوري دجوركايف وآرون وينتر وكانو وإيفان زامورانو. كان هناك العديد من اللاعبين الرائعين الآخرين، ولكن من بين كل هؤلاء، كان هناك لاعبًا واحدًا لفت نظري بشدة.

رونالدو.

الظاهرة.

كان لاعبًا استثنائيًا.


كان إنتر قد فاز بلقب كأس الاتحاد الأوروبي في الموسم الذي سبق انضمامي للفريق، وكنا ضمن أبرز المرشحين للفوز بدوري أبطال أوروبا موسم 1998-1999. أعتقد أن وجود رونالدو في الفريق كان أحد الأسباب الرئيسية وراء ذلك.

لقد خضت أول مباراة لي مع الفريق في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا ذلك الموسم. تم إقحامي في المباراة بديلًا في الشوط الثاني من مواجهتنا ضد ريال مدريد في إسبانيا بعد طرد سالفاتوري فريزي. جرى الأمر بسرعة، ودخلت الملعب بعد حالة الطرد مباشرة، وعلى الرغم من هزيمتنا بهدفين نظيفين في النهاية، استمتعت كثيرًا باللعب يومها. لقد لعبنا في إشبيلية نظرًا لعدم جاهزية ملعب سانتياجو بيرنابيو لاستضافة المباراة، ولكنها كانت مباراة لا تُنسى بالنسبة لي.

بعد ذلك، بدأت في المشاركة بانتظام مع الفريق. كنا نعتمد خطة 3-4-3 أو 3-5-2، ولم يكن هناك أحد غيري يمكنه اللعب في مركز الظهير الأيسر.

الأحمال التدريبية في إنتر كانت تختلف كثيرًا عن مثيلتها في رين. كان عليّ أن أتعلم كل شيء بسرعة لكي أثبت وجودي وجدارتي باللعب، وأن أحافظ على تواضعي وأختار كلماتي بعناية. كنت أعرف أنني قد يتم الاستغناء عني في أوقت إذا لم أقدم الأداء المطلوب.

كانت الطريقة الأفضل للتعلم هي التدرب مع نجوم الفريق كل يوم. ولكن مواجهة رونالدو في التدريبات كانت أمرًا...استثنائيًا!


عندما تراه يلعب، ترغب أن تجلس وتشاهده فقط. في كل يوم، يقوم بمهارات جديدة ويفعل أمورًا لم أكن أتخيل أن بوسع أحد القيام بها. كان يفعل أشياءً خارقة ببساطة، وكان سريعًا للغاية. لم أر لاعبًا في مثل سرعته سواء بالكرة أو بدونها حتى اليوم. أعتقد أنني كنت لاعبًا سريعًا، وعندما تكون الكورة بحوزة المهاجم، تشعر أنك يمكنك مجاراته واللحاق به، ولكن مع رونالدو كان الأمر مختلفًا، فلقد كان هو اللاعب الأسرع دائمًا بغض النظر عن امتلاكه للكرة من عدمه.

فيما يتعلق بالمباريات، فبالطبع كنت سعيدًا بوجوده في الفريق الذي ألعب له. عندما تلعب في فريق يضم رونالدو بين صفوفه، فهذا يجعلك تشعر أن فريقك يمتلك 12 لاعبًا وليس 11 فقط، وعندما يكون في كامل جاهزيته، فنسبة فوزك بالمباراة ترتفع إلى 90%، وهذا ما كنا نشعر به قبل بداية المباريات.

على الرغم من خسارتنا ضد ريال مدريد، نجحنا في تجاوز مرحلة المجموعات، ووضعتنا القرعة في مواجهة مانشستر يونايتد في الدور ربع النهائي، لأخوض أول مباراة لي في أولد ترافورد. أتذكر أن الأمطار لم تتوقف عن الهطول يومها، لذا لم يتكون لدي الانطباع الأفضل عن مانشستر – بكل صراحة، لم أفكر مطلقًا أنني سأنضم ليونايتد في وقت لاحق من نفس العام!

لم يشارك رونالدو في مباراة أولد ترافورد نظرًا لإصابته، بينما جلست أنا على مقاعد الاحتياط طوال التسعين دقيقة. وبعد خسارتنا بهدفين نظيفين في مباراة الذهاب، شاركنا أنا ورونالدو أساسيين في مباراة الإياب في سان سيرو.

كان يتعين عليّ مواجهة بيكهام، والذي لم أكن أعرف عنه الكثير قبل مباراة الذهاب، لأننا لم نكن نقوم بتحليل المنافسين عن طريق الفيديو كثيرًا في ذلك الوقت، ولكنني أتذكر مشاهدته من على مقاعد البدلاء وهو يصنع هدفين لدوايت يورك. كان يمتلك قدمًا يمنى رائعة، لذلك رأيت أنني يجب أن أراقبه باستمرار.

انتهت مباراة الإياب بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وكنت أشجع مانشستر يونايتد في المباراة النهائية لأنهم كانوا الفريق الذي أقصانا من البطولة. بعد شهور، عندما كانت أمامي فرصة للانضمام ليونايتد أو ليفربول، لم أفكر كثيرًا. المفارقة أن أول مباراة لي مع يونايتد كانت ضد ليفربول، ويومها استطعنا تحقيق الفوز، لتبدأ بعدها رحلتي الرائعة التي استمرت لتسع سنوات في أولد ترافورد.


مقطع فيديو

أحد الأمور التي تفاجأت بها بعدما ذهبت إلى مانشستر كان تقليل البعض من شأن الفوز بالمباريات. قبل ذلك، في فرنسا وإيطاليا، كانت الفرق التي لعبت لها تحتفل بالفوز بأي مباراة احتفالًا كبيرًا. في يونايتد، كنا نحقق الفوز دائمًا، ولكن لم تكن هناك أية احتفالات في غرفة الملابس. كنا نتصافح فقط ثم نبدأ الاستعداد للمباراة التالية.

في يونايتد، كان اللاعبون يكرهون الهزيمة أكثر من حبهم للانصار، وهذا ما تعلمته منهم. لذلك تضايقت كثيرًا من خسارتنا أمام ريال مدريد في الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا عام 2003. كانت تلك إحدى أفضل ذكريات لعبي في مانشستر، ولكن وقتها كنت منزعجًا للغاية من الهزيمة.

كان بإمكاننا تقديم أداء أفضل، ولكن علينا أن نعترف أنهم كانوا الطرف الأفضل في المباراتين.

آنذاك، كان ريال مدريد يضم بين صفوفه فريقًا مليئًا بالنجوم، وكانوا يمتلكون لاعبين من طراز فريد في كل المراكز.

في المباراة الأولى، كنا نواجه رونالدو وراؤول (معركة قوية، أليس كذلك؟!).

تألق راؤول كثيرًا في تلك المباراة. لقد سجل هدفين وفاز ريال مدريد بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، ولكنني لا أستطيع أن أنسى مباراة الإياب في أولد ترافورد. لقد كانت الأجواء رائعة للغاية وكانت مباراة حماسية جدًا. كنا نلعب ضد أفضل لاعبي العالم في أولد ترافورد، والذي امتلأ عن آخره.

هذه هي المباراة التي ترغب في لعبها كل يوم، فلقد كنا نواجه صفوة اللاعبين في العالم. كنا نعلم أنها ستكون مباراة صعبة، ولكن كان علينا التعامل مع الأمر. وضعنا خطتنا ثم ذهبنا لنلعب المباراة.

هذه المرة، لم يكن راؤول حاضرًا.

ولكن رونالدو كان موجودًا.


يونايتد Unscripted
ميكايل سيلفيستر عن رونالدو يقول

"تبدأ في سماع قدر من التصفيق، ثم المزيد من التصفيق، فجأة يصفق كل المشجعين... بحفاوة بالغة للاعب فريق آخر. إنها لفتة مذهلة".

كنت ألعب بجوار ريو فيرديناند في قلب الدفاع. كنت قد لعبت ضد رونالدو من قبل، وكنت أعلم أنه عانى من بعض المشاكل على صعيد اللياقة البدنية في السنوات الأخيرة، ولكن هذا لم يشكل فارقًا. كنت أعرف أنني يجب عليا أن أكون حريصًا وأن أتوخى الحذر في تدخلاتي، لأنني كنت سأدفع الثمن غاليًا إذا اتخذت قرارًا خاطئًا، فرونالدو كان سريعًا للغاية. كان من الصعب للغاية الدفاع أمامه في المواقف الفردية، لذا كان لابد من وجود عدد كاف من المدافعين للقيام بالتغطية اللازمة.

كانت لديه قدرة عالية على المراوغة وتغيير الاتجاهات، وكان هو الأفضل بلا منازع. عندما تدافع أمام أي مهاجم، عليك أن تتواجد في المكان المناسب وتقوم بردة الفعل المناسبة. أحيانًا تفكر في محاولة إجباره على التحول إلى الجانب الأيسر أو الأيمن، ولكن عندما تواجه رونالدو، فليس هناك مجال لهذه الأفكار.

دائمًا ما كان هناك المزيد في جعبة رونالدو، وهذا ما جعله مميزًا للغاية. جميع المهاجمين يمتلكون مهارتين أو ثلاث ويحاولون القيام بهم طوال الوقت، أما رونالدو فكان يجيد القيام بعشر أو ربما خمسة عشر مهارة مختلفة.

كان أكثر ما يميزه هي قدرته على التسديد في وقت قصير ومن مواقف صعبة. في كأس العالم عام 2002، سجل أهدافًا مميزة بمقدمة القدم. ربما كان متراجعًا على الصعيد البدني قليلًا، ولكنه كان يتميز بتسديده السريع قبل أن تصدر منك أية حركة. بالنسبة لي، هذا ما ميزه عن كل المهاجمين الآخرين.


في الشوط الأول من مباراة أولد ترافورد، كان رونالدو هو من افتتح التسجيل من تسديدة قوية.

في الهجمة التي سجل منها هدفه الثاني، احتفظ ريال مدريد بالكرة فترة طويلة قبل أن تصل لرونالدو. أعتقد أننا عانينا في أوروبا لأن الكرة الإنجليزية تتسم بالإيقاع السريع ولا توجد فترات للراحة. جميع الأندية التي كانت تلعب في دوري أبطال أوروبا، خاصة الأندية الإسبانية والإيطالية، كانت تستطيع الموازنة بين الإيقاعين السريع والبطيء في اللعب. كان الإيقاع البطيء يضايقنا وكنا نجد صعوبة في التعامل الأندية التي لا تجارينا في اللعب بسرعة.

لقد استحوذوا على الكرة لفترات طويلة، وساعدهم في ذلك وجود لاعبين كزيدان وفيجو وماكيليلي وجوتي وروبيرتو كارلوس ورونالدو.

نجحنا في الوصول للتعادل بهدفين لمثلهما، ولكن رونالدو استطاع وضع ريال مدريد في المقدمة مرة أخرى من تسديدة من مسافة بعيدة. هاتريك! شعرنا بالإحباط كثيرًا لأن الوقت لم يكن في صالحنا وكنا نسير نحو الإقصاء من البطولة.

على الرغم من ذلك، استمرينا في القتال واستطعنا الخروج منتصرين بنتيجة 4-3 في النهاية – قبل نهاية الوقت بقليل، قام ريال مدريد بإخراج رونالدو من الملعب بعد أن قام بواجبه على أكمل وجه.

في طريقه إلى خارج الملعب، بدأت بعض الجماهير التصفيق له، قبل أن يمتد التصفيق لجميع المدرجات.

لم أصفق له بالطبع، فلقد كنت غاضبًا للغاية، وكما قلت، كنت أكره الهزيمة كثيرًا!

لقد كانت مفاجأة كبيرة لي أن أرى جميع جماهير مانشستر يونايتد تصفق للاعب منافس. إنها لفتة طيبة من الجماهير.

كنت متواجدًا في الملعب وسمعت هذه التصفيقات، وفي ظل ظروف المباراة، لم أستطع أن أمنع نفسي من التفكير في روعة ما قام به رونالدو، فقلت لنفسي:

نعم، لقد شاهدنا شيئًا استثنائيًا اليوم.

هل قرأت هذا عبر تطبيقنا؟ إذا لم تقم بذلك، فقد أضعت منك العديد من الموضوعات الحصرية التي لن تجدها على موقعنا. قم بتحميل تطبيقنا الرسمي.


موصى به: